للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويوم الظلة غيم تحته سموم, أو سحابة أظلتهم, فاجتمعوا تحتها مستجيرين بها مما نالتهم من الحر, فأطبقت عليهم١. وقد أشير إلى عذاب يوم الظلة في القرآن الكريم٢. وذكر أن هذا العذاب أصاب قوم "شعيب" لتكذيبهم رسالته, فرفع الله غمامة فخرجوا إليها ليستظلوا بها فأصابهم عذاب عظيم. التهبت عليهم وأحرقتهم٣. ولما كان أبجد هوز ملوك مدين, وأهل مدين هم قوم شعيب, ربط أهل الأخبار مصيرهم بمصير قوم شعيب, وجعلوا نهايتهم يوم الظلة. فالكتابة على رأي هؤلاء تعود إلى هؤلاء الملوك, الذين هلكوا بذلك اليوم.

ورويت الأبيات على هذه الصورة:

كلمن هدّم ركني ... هُلكهُ وسط المحله

سيد القوم أتاه الـ ... حتف تحت ظله

كونت نارًا, وأضحت ... دار قومي مضمحله٤

ووردت على هذه الصورة:

كلمن هدّم ركني ... هلكه وسط المحله٥

سيد القوم أتاه الـ ... حتف نارًا وسط ظله

جعلت ناراً, عليهم ... دارهم كالمضمحله٦

وقد تعرض "المسعودي" لموضوع الحروف, فقال: "وقد كانوا عدة ملوك تفرقوا في ممالك متصلة ومنفصلة, فمنهم المسمى بأبي جاد وهوز وحطي وكلمن وسعفص وقرشت, وهم ما ذكرنا بنو المحض بن جندل, وأحرف


١ "تاج العروس "٧/ ٤٢٧", "ضلل".
٢ الشعراء, ٢٦, الآية ١٨٩.
٣ تفسير الطبري "١٩/ ٦٦ وما بعدها".
٤ اليعقوبي, مروج "٢/ ١٢٩", "دار الأندلس",
كلمون هد ركنى ... هلكه وسط المحله
المزهر "٢/ ٣٤٨".
٥ "ابن أمي هد ركني", تاج العروس "٢/ ٢٩٤", "بجد".
٦ تاج العروس "٢/ ٢٩٤", "بجد".

<<  <  ج: ص:  >  >>