للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمل على أسماء هؤلاء الملوك, وهي التسعة والعشرون حرفًا التي يدور عليها حساب الجمل". "وكان أبجد ملك مكة وما يليها من الحجاز, وكان هوز وحطي ملكين ببلاد وج, وهي أرض الطائف, وما اتصل بذلك من أرض نجد, وكلمن وسعفص وقرشت ملوكًا بمدين, وقيل: ببلاد مصر, وكان كلمن على ملك مدين, ومن الناس من رأى أنه كان ملكًا على جميع من سمينا مشاعًا متصلًا على ما ذكرنا, وأن عذاب يوم الظلة كان في ملك كلمن منهم"١.

وأورد "المسعودي" أبياتًا زعم أن "المنتصر بن المنذر المديني" قالها في هؤلاء الملوك, هي:

ألا يا شعيب قد نطقت مقالة ... أتيت بها عمرًا وحيّ بني عمرو

هُمُ ملكوا أرض الحجاز بأوجهٍ ... كمثل شعاع الشمس في صورة البدر

ملوك بني حُطّي وسعفص ذي الندى ... وهوّز أرباب البنيّة والحجر

وهم قطنوا البيت الحرام ورتبوا ... خطورًا وساموا في المكارم والفخر٢

وقد وردت في "تاج العروس" على هذا النحو, وقد نسب قولها إلى رجل من أهل مدين، ذكر أنه قالها يرثيهم:

ألا يا شعيب قد نطقت مقالة ... سبقت بها عمرًا وحيّ بني عمرو

ملوك بني حطي وهوّز منهم ... وسعفص أهل في المكارم والفخر

هم صبحوا أهل الحجاز بغارة ... كمثل شعاع الشمس أو مطلع الفجر٣

وروى أن "عمر بن الخطاب" لقي أعرابيًا فسأله هل تحسن القراءة؟ فقال: نعم. قال: فاقرأ أم القرآن؟ فقال الأعرابي والله ما أحسن البنات فكيف الأم! فضربه عمر بالدرة وأسلمه إلى الكتاب ليتعلم. فمكث حينًا ثم هرب, ولما رجع لأهله أنشدهم:


١ مروج, للمسعودي "٢/ ١٢٨", "دار الأندلس".
٢ المسعودي, مروج "٢/ ١٢٩", "دار الأندلس", حنفي بك ناصف "٤٧", "أورد الأبيات مع بعض الاختلاف", المزهر "٢/ ٣٤٨".
٣ تاج العروس "٢/ ٢٩٤", "بجد".

<<  <  ج: ص:  >  >>