للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتيت مهاجرين فعلموني ... ثلاثة أسطر متتابعات

كتاب الله في رقٍ صحيح ... وآيات القرآن مفصلات

فخطّوا لي أبا جاد وقالوا ... تعلم سعفصًا وقريشات

وما أنا والكتابة والتهجي ... وما حظ البنين مع البنات١

ويرجع أهل الأخبار "الروادف", أي: الحروف: الثاء, والخاء, والذال, والضاد, والظاء, والغين إلى أيام الملوك المذكورين في بعض الروايات. وهي حروف لم ترد في تركيب الأبجديات السامية القديمة؛ لأنها غير واردة في أكثر لهجاتها, لذلك وضعها أهل الأخبار في آخر الأبجدية, فأكملوا بذلك الأبجدية العربية. وقد ألحقها الكتاب بها بعد أن تبين لهم بالطبع أن في العربية حروفًا غير موجودة في الأبجدية المذكورة, فأوجدوها بوضع علامات على الحروف المذكورة التي لم تكن معلمة, فعبرت عن أسماء الحروف الناقصة واستعملوها في الكتابة دون أن يعملوا على إيجاد حروف جديدة للتعبير عن الحروف الناقصة.

ولعلماء العربية مثل "سيبويه" والمبرد والسيرافي وغيرهم آراء في الأسماء المذكورة يفهم منها أن منهم من جعل بعض تلك الأسماء مثل: "أبا جاد" و"هواز" و"حطيا" أسماء عربية, وبعضًا منها مثل: سعفص وكلمن وقرشنات أعجميات: ومنهم من جعلها أعجميات٢. ويظهر من مراجعة آرائهم هذه أنهم كانوا قد عرفوا ترتيب حروف الأبجدية على النحو المتقدم, فلما قرءوها على أنها كلمات, كما كان يفعل "بني إرم" وغيرهم في تعليمهم الكتابة والقراءة للمبتدئين تولد عندهم هذا القصص, الذي قد يكون مصدره قصص قديم. ثم تولد لديهم قصص كونهم ملوكًا من مدين, أو رجالًا من أهل الأنبار إلى آخر ما رأيناه من قصص عن منشأ الحروف, ليجدوا بذلك مخرجًا في تعليل تلك المسميات.

وذكر بعض أهل الأخبار أن أول من أتى أهل مكة بكتابة العربية "سفيان بن أمية بن عبد شمس", ثم انتشرت٣.


١ تاج العروس "٢/ ٢٩٤", "بجد".
٢ نزهة الجليس "٢/ ٦٤", المزهر "٢/ ٣٤٧".
٣ نزهة الجليس "٢/ ٦٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>