للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو رجع واشمة أسف تؤورها ... كففًا، تعرض فوقهن وشامها

وقول زهير:

مراجيع وشمٍ في نواشر معصم١

وفي هذا المعنى أيضًا لفظة "زَبَر". و"الزبر" الكتابة. ويذكر علماء اللغة أنها تعبر عن معنى النقش في الحجارة كذلك. وأما "المزبر"، فهو "القلم" كما ذكرت ذلك قبل قليل. وقد ورد في حديث وفاة الرسول أنه دعا بدواة ومزبر، أي: قلم٢. وذكر أن الزبور الكتاب٣. وقد وردت اللفظة في القرآن الكريم. فلفظة "زبر" بالفتح إذن فعل ماضٍ بمعنى كتب، وفي هذا المعنى أيضًا لفظة "ذَمَرَ". فنقول "ذمرتُ الكتابَ"، أي: زبرته وكتبته٤. وقصد بـ"الزبور" في القرآن الكريم، المزامير، أي: "مزامير داوود". وتقابل لفظة "زمره" "زمراه" في العبرانية٥.

ويظهر من البيت المنسوب إلى لبيد:

فنعاف صارة فالقنان كأنها ... زبر يرجعها وليد يمان٦

ومن البيت المنسوب إلى "أبي ذؤيب":

عرفت الديار كرقم الدوا ... ة يزبرها الكاتب الحميري٧

أن أهل اليمن كانوا قد اشتهروا بالكتابة والقراءة بين الجاهليين, وأن ولدان أهل اليمن كانوا يرجعون, أي: يقرءون ويكررون ما هو مزبور أمامهم لحفظه. وأن "الكاتب الحميري"، أي: كاتب أهل اليمن كان معروفًا مشهورًا، يحمل


١ اللسان "٨/ ١١٥"، "رجع".
٢ تاج العروس "٣/ ٢٣١"، "زبر".
٣ بلوغ الأرب "٣/ ٣٧١".
٤ الاشتقاق "ص٣٠".
٥ A Dictionary of IsIam, p. ٦٩٨.
٦ ديوان لبيد "١٣٨".
٧ ديوان الهذليين "١/ ٦٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>