للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يقف النزاريون عند هذا الحد، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فزعموا أن هذا النسب قديم، وأن قرابة الفرس بالعدنانيين قديمة، وأن الفرس كانت في سالف الدهر تقصد إلى البيت الحرام بالنذور العظام تعظيمًا لإبراهيم الخليل بانيه، وأنه عندهم أجل الهياكل السبعة العظيمة والبيوت المشرفة في العالم, وأن رجلا تولاه وأعطاه العدة والبقاء، واستشهدوا على صحة دعواهم بشعر زعموا أن قائله هو أحد شعراء الجاهلية:

زمزمت الفرس على زمزم ... وذاك في سالفها الأقدم١

وترتب على هذا وضع نسب للفرس يتصل بنسب العرب العدنانيين، فزعموا أن "منوشهر" الذي ينتسب إليه الفرس هو "منشخر بن منشخرباغ", وهو "يعيش بن ويزك"، و"ويزك" هو إسحاق بن إبراهيم الخليل، واستشهدوا على زعمهم هذا بشعر، قالوا: إن بعض شعراء الفرس في الإسلام قاله مفتخرًا:

أبونا ويزك وبه أسامي ... إذا افتخر المفاخر بالولاده

أبونا ويزك عبد رسول ... له شرف الرسالة والزهادة٢

أما "يعيش بن ويزك" جد الفرس الجديد، فهو "عيسو" "Esau"، وفي العبرانية "Usu"، ومعناها "مشعر" أو "خشن"، وهو شقيق يعقوب وجد الأدوميين في التوراة وابن إسحاق٣. وأما "ويزك" فهو "يزك" أو "إيزك" "Isaac" "Icaak" وهو "إسحاق"، وهو في العبرانية "يصحق" "يصحك" "يصحاك" "Yishak" أي: "الضحاك". ويرى علماء التوراة أن الأصل اسم قبيلة كان يقال لها "يصحقيل" "يصحق ال" "يضحك ال" "Yishhakel" "Yishakil"، وهو والد "عيسو" و"يعقوب"٤.

وقد أسهم بعض الفرس أنفسهم في إذاعة هذا النسب ونشره، وقد استشهد على صحة دعواه بالأشعار المذكورة التي تفتخر بالفرس على اليمانية، وأنهم من


١ التنبيه "ص٩٥".
٢ التنبيه "ص٩٦".
٣ Enc. Bibli. P. ١٣٣٣, budde, urgeschi. S. ٢١٧, hastings, p. ٢٣٥
٤ Enc. Bibli. P. ٢١٧٥, hastings, p. ٣٨٦

<<  <  ج: ص:  >  >>