للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد أبيهم إبراهيم١. ولعلهم قالوا ذلك تقربًا إلى الحكومة، وهي عدنانية، ولعوامل سياسية أخرى، منها تقريب الفرس من العرب، وضمان تعاونهم مع الخلافة في وجه النعرات القومية التي ظهرت في إيران.

ولم يكتف العدنانيون بقرابتهم للفرس وللإسرائيليين، بل زعموا أن الأكراد من أقربائهم كذلك، وأنهم من نسل ربيعة بن نزار بن بكر بن وائل، أو أنهم من نسل ربيعة بن نزار بن معد، أو أنهم من نسل مضر بن نزار، أو من ولد كرد بن مرد بن صعصعة بن هوازن، وأنهم انفردوا في قديم الزمان لوقائع ودماء كانت بينهم وبين غسان، وأنهم اعتصموا بالجبال فحادوا عن اللغة العربية لما جاورهم من الأمم، وصارت لغتهم أعجمية, فذلك على رأي أهل الأخبار بدء نسب الأكراد٢.

وقد لقي هذا النسب الجديد للأكراد تشجيعًا من بعض الأكراد في أيام العباسيين، وربما في أيام أواخر الدولة الأموية كذلك، فأيدوه وانقسموا أيضا فرقًا في شجرات النسب، فمنهم من أخذ بشجرة كرد بن مرد، ومنهم من أخذ بانتسابهم إلى سبيع بن هوازن، ومنهم من انتسب إلى ربيعة ثم إلى بكر بن وائل٣.

وكان من الطبيعي أن يجعل القحطانيون أعداء الفرس من ذوي أرحامهم، وهم اليونان, فقالوا: إن يونان أخ لقحطان، وإنه من ولد عابر بن شالخ، وإنه خرج من أرض اليمن في جماعة من ولده وأهله ومن انضاف إلى جملته حتى وافى أقاصي بلاد المغرب فأقام هناك، وأنسل في تلك الديار، واستعجم لسانه ووازى من كان هناك في اللغة الأعجمية من الإفرنجة، فزالت نسبته، وانقطع نسبه وصار منسيا في ديار اليمن, وقالوا أيضا: إن الإسكندر من تبع٤. وكان من الطبيعي انزعاج العدنانيين من ربط نسب قحطان بيونان، فانبروا للرد عليه، وكيف يرضون أن يكون للقحطانيين أبناء عم على شاكلة اليونانيين، وقد


١ التنبيه "ص٩٤".
٢ مروج الذهب "١/ ٣٠٧ فما بعدها" التنبيه "ص٧٨".
٣ التنبيه والإشراف "ص٧٨".
٤ مروج الذهب "١/ ١٧٨" "وقد ذكر أن يونان أخو قحطان ... وقد كان يعقوب بن إسحاق الكندي يذهب في نسب يونان إلى ما ذكرنا".

<<  <  ج: ص:  >  >>