للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انبرى "دعبل الخزاعي" يرد عليهم في قصيدة ساخرة يقول فيها:

فإن يك آل إسرائيل منكم ... وكنتم بالأعاجم فاخرينا

فلا تنسَ الخنازير اللواتي ... مُسِخْنَ مع القرود الخاسئينا

بأيلة والخليج لهم رسوم ... وآثار قدمن وما محينا

لقد علمت نزار أن قومي ... إلى نصر النبوة فاخرينا

قال هذه القصيدة في الرد على "الكميت"، وهو لسان من ألسنة النزارية، وقد تعرض فيها باليمانية وتهكم عليهم١.

حتى الموالي، وهم كما نعلم من أصل غير عربي، أسهموا في هذه المعركة، وحاربوا في الصفوف الأولى منها، تعصب كل منهم للجانب الذي دخل في ولائه. هذا "أبو نواس"، وهو مولى "بني حكم بن سعد العشيرة"، يتعصب للقحطانية ويدافع بكل قواه عنها؛ لأن "بني الحكم" من اليمن. وقد حمله تعصبه لهم على نظم قصيدة هجا فيها قبائل نزار بأسرها وافتخر بقحطان وقبائلها، وقد أوجعت النزاريين وآلمتهم، فشكوه إلى الخليفة الرشيد وهو منهم، فأمر بحبسه بسببها، وقيل: إنه حده لأجلها، وأولها:

لست لدار عفت وغيَّرها ... ضربان من قطرها وحاصبها

ثم قال مفتخرًا باليمن وذاكرًا للضحاك:

فنحن أرباب ناعظ ولنا ... صنعاء والمسك في محاربها

وكان منا الضحاك يعبده الـ ... ـخابل والطير في مساربها

ثم يستمر فيقول في هجاء نزار:

واهجُ نزارًا وافرِ جلدتها ... وكشِّفِ السترَ عن مثالبها٢

وأثارت هذه القصيدة جماعة من النزارية، فردت عليه. وكان منهم رجل


١ مروج "١/ ٣٠٠".
٢ التنبيه "ص٧٦ فما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>