من "بني ربيعة بن نزار"، فقال يذكر نزارًا ومناقبها، واليمن ومثالبها في قصيدة أولها:
دع مدح دار خبا وانتهى ... عهد معدّ بزعم عاتبها
ثم استمر، فقال:
فامدح معدًّا وافخر بمنصبها الـ ... ـعالي على الناس في مناصبها
وهتك الستر عن ذوي يمن ... أولاد قحطان غير هائبها١
وقد أنتج هذا النزاع القحطاني العدناني قصصًا وحكايات وشعرًا دُوِّن في الكتب، وأُنتج "حديثا" زعمٌ أن قائله هو الرسول، قاله في مدح قحطان أو في مدح عدنان، وأحيانا في مدح القبائل، مثل: حمير ومذحج وهمدان وغسان، وقبائل أخرى أو في مدح بيوتات معينة من مثل هذه القبائل.
لقد تلون هذا النزاع بلون أدبي زاهٍ لا يخلو من طرافة وإن كان قد أساء من الناحية السياسية إلى هذه الأمة أيما إساءة. فقد لون اليمانيون تأريخهم القديم بألوان زاهية جميلة من القصص والحكايات والأخبار، فهم الذين زعموا أن قحطان هو ابن هود النبي، فأوصلوا نسبهم بالأنبياء، وهم الذين أوصلوا نسب قحطان إلى إسماعيل، فنفوا بذلك أي فضل كان للعدنانيين على القحطانيين في الآباء والأجداد، وهم المسئولون عن هذا التقسيم المشهور المعروف للعرب وجعل القحطانيين في الطبقة الأولى من العربية بالنسبة إلى العدنانيين، وهم الذين نظموا في الإسلام تلك الأشعار والقصائد التي ذكرها الرواة على أنها من نظم التبابعة وملوك القحطانيين، وهم الذين ساقوا تلك الحكايات عن الفتوحات العظيمة لملوك اليمن وعن حكم القحطانيين للعدنانيين واستذلالهم إياهم.
وقد استغل العدنانيون ظهور الرسول بينهم، فاتخذوا من هذا الشرف ذريعة للتفاخر والتباهي على القحطانيين. وقد أجابهم اليمانيون على ذلك بأنهم هم الذين كان لهم شرف نصرة الرسول وإعلاء كلمة الله، وهم الذين كونوا مادة الجيش الإسلامي، وهم الذين آووا الرسول وفتحوا مكة. وتمسك العدنانيون بأذيال