للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوجع المرض المؤلم١، والعرب تسمي كل مرض وجعًا٢، ويعبر عنه بالمقام كذلك٣. وذكر أن "الوعك" الحمّى أو ألمها وأذاها ومغثها في البدن، وذكر أن الوعك لا يكون إلا من الحمى دون سائر الأمراض٤.

وقد عالج الأطباء الجروح بوضع الخرق بعضها فوق بعض على الجرح، أي: بتضميده بها، ويقال لذلك: "الغميل". وكانوا إذا أرادوا تعريق المريض، غملوه٥، أي: غطوه بالثياب ليعرق، فيشفى من البرد والزكام. والضماد العصابة أوالخرقة تشد فوق الجرح أو الرأس. أو أي موضع من الجسم يشتكى من وجود ألم به، فكانوا يضمدون الرأس للصداع، كما كانوا يضمدون العين، بوضع الدواء في العين، أو على الخرقة ثم تضميد العين بها، ورد أن "طلحة" ضمد عينيه بالصبر، كذلك كانوا يضعون الأدهان على الضماد، لتضميد الجروح، أو الأورام أو موضع الألم٦.

ويذكر علماء اللغة أن "النطاسي"، العالم الشديد النظر في الأمور٧، فهي بمعنى الحاذق. ويقال: طبيب نطيس ونطاسي، وورد: نطس الأطباء. وهي أكثر ما ترد مع الأطباء، للدلالة على الحذق والفهم في هذه الصناعة. وذكر علماء اللغة أن اللفظة من المعربات، عربت من أصل "نسطاس"، وهي من لغة الروم. والنُطس الأطباء الحذاق، والعالم بالطب بالرومية٨.

ولعدم وصول كتب أو صحف أو أحجار لها علاقة بالطب عند الجاهليين، اضطررنا إلى أخذ معارفنا في الطب من الموارد الإسلامية، مثل كتب التفسير والحديث والأدب، ففيها إشارات إلى بعض الأمراض، وفي بعضها إشارات إلى معالجة بعض منها. هذا، وتفيدنا الموارد الأعجمية في هذا الباب كثيرًا،


١ تاج العروس "٥/ ٥٣٣"، "وجع".
٢ إرشاد الساري "٨/ ٣٤٣".
٣ تاج العروس "٨/ ٣٣٦"، "سقم".
٤ إرشاد الساري "٨/ ٣٤٣"، تاج العروس "٧/ ١٩٢"، "وعك".
٥ تاج العروس "٨/ ٥٠"، "غمل".
٦ تاج العروس "٢/ ٤٠٥ وما بعدها"، "ضمد".
٧ بلوغ الأرب "٣/ ٣٣٨".
٨ تاج العروس "٤/ ٢٥٨"، "نسطاس"، "نطس"، "٦/ ٣١٠"

<<  <  ج: ص:  >  >>