للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال، وذو القعدة، وذو الحجة. زعموا أن أسماءها وضعت على هذه الصورة باتفاق حال وقعت في كل شهر منها، فسمي الشهر بها عند ابتداء الوضع. وذكروا التعليل الذي رووه عن كل تسمية. وذكروا أيضًا أن أول من سماها بهذه الأسماء هو كلاب بن مرة. ومن هذه الشهور أربعة حرم لا يجوز فيها غزو ولا قتال١. وقال "الطبري": "وكان المشركون يسمون الأشهر: ذو الحجة، والمحرم، وصفر، وربيع، وربيع، وجمادى، وجمادى، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال، وذو القعدة٢.

ويذكر الأخباريون أن الاسم القديم للمحرم هو صفر، وأنه كان يعرف عندهم بـ"صفر الأول ثم قيل له: "المحرم". وقد عرف الشهران: المحرم وصفر لذلك بـ"الصفرين"٣. ويظن أن هذه التسمية الجديدة: أي المحرم لصفر الأول إنما ظهرت في الإسلام٤. وذهب بعض علماء اللغة إلى أن لفظة "موجب" هي الاسم العادي للمحرم. أي التسمية القديمة لهذا الشهر عند قدماء العرب٥. فلفظة "محرم" إذن، لم تكن تسمية لذلك الشهر، وإنما كانت صفة له، لحرمته، ثم غلبت عليه، فصارت بمنزلة الاسم العلم عليه. وأما اسمه عند الجاهليين، فهو: صفر، أي: صفر الأول، تمييزًا له عن صفر الثاني، الذي اختص بهذه التسمية أي: "صفر" بعد تغلب لفظة "المحرم" على صفر الأول.

بحيث صار لا يعرف إلا به، فصار صفر لا يعرف بعد ذلك إلا بـ"صفر".

وقد تغلبت لفظة "محرم" عليه، لأنه شهر من الأشهر الحرم، فهو "صفر"


١ بلوغ الأرب "٣/ ٧٨"، صبح الأعشى "٢/ ٣٦٤ وما بعدها"، نهاية الأرب "١/ ١٥٨".
٢ تفسير الطبري "١٠/ ٩٢"، صبح الأعشى "٢/ ٣٧٤ ومابعدها".
٣ "اللهم إني قد أحللت لهم أحد الصفرين. الصفر الأول، ونسأت الآخر العام المقبل" ابن هشام "١/ ٤٥"، "أول من نسأ الشهور"، اللسان "٦/ ١٣٣"، البخاري "٢/ ٢٥٧"، تاج العروس "٣/ ٣٣٦".
٤ تاج العروس "٣/ ٣٣٦".
Reste, S. Raccolta, vol, V, p. ١٦٩, Winckler, zur Altarabischen Zeitrechnaung, in Altorientalische Farschugen, II, Reihe Bd. ٢, S. ٣٢٤, ١٩٠٠, Arabisch-Orientalish, Berlin, ١٩٠١, S. ٨١, in MVG, VI, ٤-٥, ١٩٠١.
٥ تاج العروس "١/ ٥٠٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>