للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ} ١. وفيه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ٢. و {كَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا} ٣. و {كَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ} ٤. و {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ٥.

و {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ٦. و {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} ٧. و {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ٨. و {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} ٩.

فاللسان الذي نزل به القرآن، هو اللسان العربي "الفصيح الكامل الشامل ليكون بينًا واضحًا ظاهرًا قاطعًا للعذر مقيمًا للحجة دليلًا إلى المحجة"١٠. وقد نزل "محكمًا معربًا"١١. وذلك تمييزًا لهذا اللسان عن ألسنة الأمم الأخرى التي نسبت إلى العجمة، فصارت ألسنتها ألسنة أعجمية١٢.

فاللغة العربية إذن، هي لغة "العرب"، وبهم سميت وعرفت فأخذت تسميتها من اسمهم. وقد عرفنا أن المدلول الأول للفظة "العرب" هو البداوة والأعرابية، ثم توسع في مدلولها، حتى شمل كل سكنة جزيرة العرب من بدو وحضر، فأهل المدر عرب، وأهل الوبر عرب كذلك، وعرف أهل البوادي بالأعراب، تمييزًا لهم عن أهل القرى، أي: الحضر، وصارت اللفظة سمة خاصة بهم. أما لسانهم ولسان الحضر، فهو اللسان العربي وكفى.

ووسمت هذه العربية بسمة أخرى، صارت ترادفها حتى اليوم، هي "العربية الفصحى" و"اللغة الفصحى"، يريدون بها هذه اللغة التي نزل بها القرآن الكريم.


١ فصلت، الرقم٤١، الآية٤٤.
٢ يوسف، الرقم١٢، الآية٢.
٣ الرعد، الرقم١٣، الآية٣٧.
٤ طه، الرقم٢٠، الآية١١٣.
٥ الزمر، الرقم٣٩، الآية٢٨.
٦ فصلت، الرقم٤١، الآية٣.
٧ الشورى، الرقم٤٢، الآية٧.
٩ الأحقاف، الرقم٤٦، الآية١٢.
١٠ تفسير ابن كثير "٣/ ٣٤٧"، "تفسير سورة الشعراء".
١١ تفسير ابن كثير "٢/ ٥١٨"، "تفسير سورة الرعد".
١٢ الجزء الأول "ص١٣ وما بعدها" من هذا الكتاب، والجزء الأول من كتابي القديم: تاريخ العرب قبل الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>