للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي العربية: الأضداد. وهو أن يكون للكلمة معنى، ثم يكون لها معنى آخر مضاد له. وهو ما اتفق لفظه واختلف معناه، مثل جلل للكبير والصغير، وللعظيم وللحقير. ومثل الجون، للأسود والأبيض. والقوي، للقوي والضعيف، والرجاء للرغبة والخوف. والبسل للحلال وللحرام. والناهل للعطشان، والناهل، الذي قد شرب حتى روي. والسدفة في لغة تميم: الظلمة، والسدفة في لغة قيس: الضوء واللمق: الكتابة في لغة بني عقيل، والمحو في سائر قيس.

والجادي: السائل، والمعطي. والرسُّ: الإصلاح بين الناس، والإفساد أيضًا.

والشرى: رُذال المال، وأيضًا خياره. إلى غير ذلك من أمثلة ذكرها علماء العربية١.

ولبعض علماء العربية قصة يضربونها مثلًا على الأضداد، فيقولون: "خرج رجل من بني كلاب، أو من سائر بني عامر بن صعصعة، إلى ذي جدن، فأطلع على سطح، والملك عليه، فلما رآه الملك اختبره، فقال له: ثِبْ -أي: اقعد- قال: ليعلم الملك إني سامع مطيع، ثم وثب من السطح: فقال الملك: ما شأنه؟ فقالوا له: أبيت اللعن! إن الوثب في كلام نزار الطّمر. فقال الملك: ليست عربيتنا كعربيتهم؛ من ظفر حمر. أي: من أراد أن يقيم بظفار فليتكلم العربية"٢. ورواها "السيوطي" في كتابه "المزهر" الذي أخذت منه القصة بهذا الشكل أيضًا: "وروي أن زيد بن عبد الله بن دارم، وفد على بعض ملوك حمير، فألفاه في متصيد له على جبل مشرف، فسلم عليه وانتسب له، فقال له الملك: ثِبْ -أي: اجلس- وظن الرجل أنه أمر بالوثوب من الجبل، فقال: ستجدني أيها الملك مطواعًا؛ ثم وثب من الجبل فهلك. فقال الملك: ما شأنه؟ فخبروه بقصته وغلطه في الكلمة. فقال: أما إنه ليست عندنا عربيَّت، من دخل ظفار حَمّر. أي: فليتعلم الحميرية"٣. وذكر أن "عامر بن الطفيل" قدم على الرسول، فوثبه وسادة، والوثاب الفراش بلغة حمير.


١ المزهر "١/ ٣٨٧"، "النوع السادس والعشرون: معرفة الأضداد".
٢ المزهر "١/ ٣٩٦ وما بعدها".
٣ المزهر "١/ ٢٥٦ وما بعدها"، تاج العروس "١/ ٤٩٩"، "وثب"، الصاحبي "٥١"، الفائق "٣/ ١٤٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>