للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد لاحظ "فؤاد حمزة"، أن أهل نجد أصرح في الوقت الحاضر لغة من أهل الحجاز، لقرب هؤلاء من الحرمين واختلاطهم بالأجانب، وبعد أولئك عن كل تلك العوامل. ولكن أفصح اللهجات وأقربها إلى الفصحى هي اللهجات اليمانية الواقعة ما بين جنوبي الحجاز واليمن. وقد ذكر أنهم يتكلمون الألفاظ من مخارجها الصحيحة، ويتكلمون بما هو أقرب إلى الفصيح من سواه. ويتكلم بعض البداة منهم بكلم معرب فصيح١.

ولاحظ أن لغات القبائل لا تزال مختلفة، فمنهم من يقلب "الجيم" ياء فيقول: "المسيد"، بدلًا من "المسجد" وهم قوم من اليمن والنمور في وادي محرم، ومنهم من يقلب القاف والكاف "تس"، فيقول: "حكى" "حتسى"، وهم من أهل نجد، ومنهم من يقلب "الكاف" "تش"، فيقول: "بكى" "بتش"، ومنهم من يقلب "القاف" "كافًا" مفخمة، فيقول: "كال" في موضع "قال"، وهي من لغات أهل نجد، ومنهم من يقلب "الكاف" "سينًا"، فيقول: "عبيسي"، في موضع "عبيكي" ومنهم من يقلب "القاف" "جيمًا"، فيقول: "العجير" في موضع "العقير"، ومنهم من يقلب "الظاء" "لامًا"، فيقول: "اللهر" في موضع "الظهر"، ومنهم من يقلب "الضاد" "لامًا"، فيقول: "الليف" في موضع "الضيف"، ومنهم من يجعل "الياء" بين الألف والياء، فيقول: "امطاير" في موضع "مطير"٢.

ويلاحظ أن قبائل العراق لا تزال تستعمل مثل هذه اللهجات وغيرها، فيستعمل بعضها حرف العين في موضع الهمزة، فيقولون: "سعال" في موضع "سؤال" وتستعمل بعض القبائل حرف "الياء" في موضع "الميم"، فتقول: "يومن"، في موضع "مومن"، أي: "مؤمن"، وغير ذلك، وتستعمل بعضها الياء في موضع "الجيم"، فتقول: "ريال" في موضع "رجَّال"، أي: "رجل".

وذكر أن أهل اليمن يستعملون "الميم" في موضع "ال" أداة التعريف، فيقولون: "أم بيت" في موضع "البيت"٣. وقد أشير في الحديث إلى هذه


١ قلب جزيرة العرب "٩٩".
٢ قلب جزيرة العرب "١٠٠".
٣ قلب جزيرة العرب "١٠٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>