للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنسبة لرقيق أفريقية، وعن طريق هذا الرقيق دخلت المعربات الفارسية والنبطية المستعملة في الزراعة وفي أمور أخرى عرف بها الفرس والنبط

لى "يثرب"١.

أما أهل مكة، فلم تظهر المعربات الزراعية عندهم، لعدم وجود حاجة لهم إليها، بل استخدموا معربات أخرى في الأمور التي كانوا بحاجة إليها، والتي لم يكن لها وجود عندهم، وقد دخلت إليهم من أماكن مختلفة، كان لهم تعامل معها، ومن الرقيق والتجار الغرباء الذين كانوا يعيشون بها.

ولبعض المحدثين بحوث في الدخيل من السريانية على العربية، من جملتها بحث للمستشرق "فرنكل" Frankel، دعاه "الألفاظ الآرامية الدخيلة على العربية" Die Aramaischen Fremdworter im A rabischen وكتابه هذا هو أشهر كتاب ألّفه المستشرقون في هذا الباب. كما أن لآباء الكنيسة الشرقيين مؤلفات وبحوثًا في الألفاظ السريانية في العربية، وضعوها بالعربية، نشر بعضها في مجلة المشرق، ونشر بعض آخر في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، ونشر بعضه في كتب، مثل كتاب: "غرائب اللغة العربية"، تأليف الأب رفائيل نخلة اليسوعي، وفيه باب خاص بالكلمات الدخيلة في العربية الداخلة فيها من الآرامية والعبرانية والفارسية واليونانية ومن التركية واللاتينية والإيطالية والفرنسية ومن لغات أخرى٢.

وفي بعض هذه البحوث تسرع في الأحكام، إذ فيها ألفاظ نسبت إلى أصل سرياني، وهي من الألفاظ الواردة في اللهجات العربية القديمة، وفيها مما يرد في العربية وفي اللغات السامية الأخرى، لأنه من المشترك الذي يرد في أصول الساميات.

وقد رأيت اختيار ألفاظ في الزراعة أو ألفاظ لها علاقة بها، من القائمة التي أوردها "الأب رفائيل نخلة اليسوعي"، للألفاظ الآرامية الداخلة في العربية، وذلك للوقوف عليها، ولتكوين فكرة عنها، وبعض هذه الألفاظ هو في رأيي مما استعمله العرب قبل الإسلام، ووارد في النصوص الجاهلية، فمن الصعب إرجاعه إلى أصل آرامي من غير نص أو دليل منطقي مقبول وبعضه من النوع الوارد في العربية وله أصل عربي، فلا يمكن أن يقال: إنه من أصل آرامي،


١ البيان والتبيين "١/ ١٠".
٢ المطبعة الكاثوليكية، بيروت ١٩٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>