للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد لعبت قصة فتح "سابور" "شابور" للحضر، دورًا خطيرًا في قصص الجاهليين. فقد وردت في شعر أبي دؤاد، الذي يقول:

وأرى الموت قد تدلى من الحضر ... على رب أهله الساطرون

صرعته الأيام من بعد ملك ... ونعيم وجوهر مكنون١

ونجد عدي بن زيد العبادي، يذكر قصة الحضر في شعره كذلك، ذكرها في القصيدة التي تنسب إليه ومطلعها:

أرواح مودع أم بكور ... فانظر لأي ذاك تصير

ثم يذكر القصة، ويصف قصر الحضر، ثم يذكر قصصًا آخر أورده على سبيل العظة والاعتبار، قالها وهو في سجنه، للتأثير على النُّعمان لحمله على العفو عنه٢.

وذكر عدي بن زيد الحضر في شعر ينسب إليه، منه:

والحضر صابت عليه داهية ... من فوقه أيد مناكبها

ربية لم توق والدها ... لحينها إذ أضاع راقبها

إذ غبقته صهباء صافية ... والخمر وهل يهيم شاربها

فكان حظ العروس إذ جشر الصـ ... بح دماء تجري سبائبها

وخرب الحضر واستبيح وقد ... أحرق في خدرها مشاجبها٣

وقد ورد في هذه القصيدة:

ما بعد صنعاء كان يعمرها ... ولاة ملك جزل مواهبها

رفعها من بني لدى قزع الـ ... مزن وتندى مسكًا محاربها

محفوفة بالجبال دون عرى ... الكائد ما ترتقي غواربها

يأنس فيها صوت التهام إذا ... جاوبها بالعشي قاصبها

ساقت إليه الأسباب جند بني ... الأحرار فرسانها مواكبها


١ الروض الأنف "١/ ٥٦".
٢ الروض الأنف "١/ ٥٨".
٣ ابن هشام، سيرة "١/ ٥٩"، "حاشية على الروض".

<<  <  ج: ص:  >  >>