للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفوزت بالبغال توسق بالـ ... حتف وتسعى بها توالبها

حتى رآها الأقوال من ... طرف المنقل مخضرة كتائبها

يومًا ينادون آل بربر ... واليكسوم لا يفلحن هاربها

وكان يومًا باقي الحديث ... وزالت أمة ثابت مرتبها

وبدل الفيح بالزرافة ... والأيام جون جمّ عجائبها

بعد بني تبع نخاورة ... قد اطمأنت بها مرازبها١

والأعشى، ممن أدخل قصة الحضر في شعره أيضًا، تطرق في شعره إلى محاصرة المدينة، وكيفية عشق نضيرة بنت الضيزن لسابور لما أبصرته، فقال:

أقفر الحضر من نضيرة فالـ ... مرباع منها فجانب الثرثار٢.

ثم تطرق إلى إقامة "شاهبور" "شابور" "سابور" حولين في الحضر، ثم إلى ما لاقته نضيرة من جزاء، بسبب خيانتها لوالدها، وذلك بقوله:

ألم ترَ للحضر إذا أهلُهُ ... بنعمى وهل خالد من نعم

أقام به شاهبور الجنو ... د حولين تضرب فيه القدم

فلما دعا ربه دعوة ... أناب إليه فلم ينتقم٣

ونجد قصة الغار مسجلة في شعر ومجمل القصة أن رجلا من"بني ضبة" كان له في الجاهلية سبعة بنون، فخرجوا بأكلب لهم يقتنصون، فأووا إلى غار فَهَوتْ عليهم صخرة فأتت عليهم جميعًا، فلما استراث أبوهم أخبارهم اقتفى آثارهم حتى أتى إلى الغار فانقطع الأثر، فأيقن بالشر، فرجع وأنشأ يقول:

أسبعة أطواد وسبعة أبحرٍ ... أسبعة آسادٍ أسبعة أنجم

رزئنهم في ساعة جرّعتهم ... كئوس المنايا تحت صخر مرضم

وتأتي أبيات بعدهم في وصف حزنه، ثم لم يلبث أن مات كمدًا٤.


١ ابن هشام، سيرة "١/ ٥٣ وما بعدها".
٢ الروض الأنف "١/ ٥٦".
٣ سيرة ابن هشام "١/ ٥٩".
٤ الأمالي، للقالي "١/ ٦١".

<<  <  ج: ص:  >  >>