للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهي من وزن السريع، وخرجت بعض شطورها على هذا الوزن كالشطر الثاني من هذا البيت:

أنعم صباحًا علقم بن عدي ... أثويت اليوم أم ترحلْ

فإنه من وزن المديد١.

وتستحق هذه الأمور وأمثالها أن تكون موضع دراسة خاصة، لما لها من أهمية في تكوين رأي علمي دقيق عن تطور العرض في الجاهلية. ولا يعقل في نظري أن يكون الشعر الجاهلي قد كان بغفلة عن تلك الأمور التي عدها الإسلاميون من مواطن الاضطراب والخروج عن القواعد وإذا قسنا هذا الخروج في الوزن على مقاييس وزن الشعر عند الساميين، نرى أنه لم يكن خروجًا، لعدم تقيد ذلك الشعر بالوزن في كل القطعة أو القصيدة، وإنما كانوا يتقيدون بوزن البيت فالقطعة أو القصيدة عندهم منسجمة ذات نغم ووزن وإن تكونت من بحر أو من جملة بحور، وربما كان هذا شأن القصيدة عند الجاهليين كذلك. ثم إنه في هذه الاضطرابات دلالة على أن في العروض الجاهلي ما فات أمره عن علم الخليل، وأن العروض الإسلامي لا يمثل كل عروض الشعر الجاهلي.

وللخليل كتاب في العروض، اسمه "كتاب العروض" لا أعرف من أمره شيئًا، وهو أول كتاب ألف في هذا الباب، وحمل هذا الاسم، على ما أعلم، وله كتاب اسمه: "كتاب النغم"، وكتاب آخر اسمه "كتاب الإيقاع"، وكتاب اسمه: "كتاب الشواهد"، وكتاب اسمه "كتاب النقط والشكل"، وكتاب باسم "كتاب فائت العين"٢.

ولأبي الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش "٢١٥هـ"، "٢٢١هـ"، وهو أحد أصحاب سيبويه، كتاب في العروض، اسمه: "كتاب العروض"٣.


١ شوقي ضيف، العصر الجاهلي "١٨٥".
٢ الفهرست "٧١".
٣ الفهرست "٨٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>