للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وكتب الحجاج بن يوسف إلى قتيبة بن مسلم يسأله عن أشعر الشعراء في الجاهلية وأشعر شعراء وقته، فقال: أشعر شعراء الجاهلية امرؤ القيس، وأضربهم مثلا طَرَفَة. وأما شعراء الوقت، فالفرزدق أفخرهم، وجرير أهجاهم، والأَخْطَل أوصفهم"١. "وفضل النقاد العرب طَرَفَة على سائر الشعراء بإجادته وصف الناقة في معلقته على نحو لم يسبق إليه، ويميل بعضهم إلى عَدِّه أشعر شعراء الجاهلية"٢.

"وقيل لكثير أو لنصيب: من أشعر العرب؟ فقال: امرؤ القيس إذا ركب، وزهير إذا رغب، والنابغة إذا رهب، والأعشى إذا شرب"٣. فهو رأي قدم الشعراء المذكورين على غيرهم في حالات معينة، ولم يقدم امرأ القيس على غيره بصورة مطلقة. وزعم ابن أبي الخطاب أن أبا عمرو كان يقول: أشعر الناس أربعة: امرؤ القيس، والنابغة، وطرفة، ومهلهل"٤.

"وقالت طائفة من المتعقبين: الشعراء ثلاثة: جاهلي: وإسلامي، ومُوَلَّد، فالجاهلي امرؤ القيس، والإسلامي ذو الرُّمة، والمولد ابن المعتز. وهذا قول من يفضل البديع وبخاصة التشبيه على جميع فنون الشعر"٥.

وحجة من قدم امرأ القيس على غيره "أن امرأ القيس لم يتقدم الشعراء لأنه قال ما لم يقولوا، ولكنه سبق إلى أشياء فاستحسنها الشعراء، واتبعوه فيها، لأنه أول من لطف المعاني، ومن استوقف على الطلول، ووصف النساء بالظباء والمها والبيض، وشبه الخيل بالعقبان والعصي، وفرق بين النسيب وما سواه من القصيد، وقرَّب مأخذ الكلام، فقيَّد الأوابد وأجاد الاستعارة والتشبيه"٦، "وكان أحسن طبقته تشبيهًا"٧.


١ العمدة "١/ ٩٦"، المزهر "٢/ ٤٨١".
٢ بروكلمن "١/ ٩٢".
٣ العمدة "١/ ٩٥".
٤ العمدة "١/ ٩٧"، المزهر "٢/ ٤٨١".
٥ العمدة "١/ ١٠٠".
٦ الشعر والشعراء "١/ ٤٧٨ وما بعدها"، العمدة "١/ ٩٤"، ابن سلام، طبقات "١٦ وما بعدها"، الرواية ترجع إلى "يونس" وقد دونها ابن سلام وابن قتيبة المتوفى بعده "٢٧٦هـ"، مع شيء يسير من الاختلاف في النص.
٧ ابن سلام، طبقات "١٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>