للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووجد زهير له أنصارًا وأعوانًا، من المعجبين به في الإسلام بالطبع، قدَّموه على غيره من شعراء الجاهلية. وقد سبق أن شارت إلى رواية زعمت أن عمر فضله على غيره من شعراء أهل الجاهلية١. وذكر أن عكرمة بن جرير سأل أباه جريرًا: من أشعر الناس؟ قال: أعن الجاهلية تسألني أم الإسلام؟ قال: ما أردت إلا الإسلام؟ فإذا ذكرت الجاهلية فأخبرني عن أهلها، قال: زهير شاعرهم"٢. وزعم أن ابن عباس سأل الحطيئة عن أشعر الناس، فقال: الذي يقول:

ومن يجعل المعروف من دون عرضه ... يفره ون لا يتسق الشَّتمَ يشتمِ

وليس الذي يقول:

ولست بمستبق أخًا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب

بدونه، ولكن الضراعة أفسدته، كما أفسدت جرولا، والله لولا الجشع لكنت أشعر الماضين، وأما الباقون فلا شك أني أشعرهم. قال ابن عباس: كذلك أنت يا أبا مُلَيكة"٣. وقائل البيت الأول زهير، وقائل البيت الثاني هو النابغة.

ولكنَّا نقرأ في رواية أخرى ما يخالف هذا الرأي، نقرأ فيها أن سائلا سأل الحطيئة عن أشعر الناس، فقال أبو دؤاد حيث يقول:

لا أعدُّ الإقتار عدمًا، ولكن ... فقد من قد رزئته الإعدام

وهو رأي لم يقبل به أحد من النقاد٤. وجعل بعده عُبَيدًا٥.

ورجح بعضهم الأعشى على غيره، رجحه الشاعر الأخطل مثلا، فزعم أنه قال: "الأعشى أشعر الناس"٦. وكان خلف الأحمر يقول: الأعشى


١ العمدة "١/ ٩٨".
٢ العمدة "١/ ٩٦".
٣ العمدة "١/ ٩٧"، المزهر "٢/ ٤٨١".
٤ العمدة "١/ ٩٧"، المزهر "٢/ ٤٨١".
٥ الشعر والشعراء "١/ ٢٤٢"، "دار الثقافة، بيروت".
٦ العمدة "١/ ٩٧"، المزهر "٢/ ٤٨١".

<<  <  ج: ص:  >  >>