للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما هو: عند عمرو١.

وأقدم ما لدينا من مدونات الشعر الجاهلي، الاختيارات التي جمعها حماد الراوية، المعروفة بالمعلقات، والتي عرفت بالسموط. ولعلها الديوان الذي ذكر ابن النَّدِيم أنه أرسله إلى الوليد بن يزيد بن عبد الملك، فاستعان به مع ديوان آخر بعثه إليه جناد، ليجمع منهما ومن غيرهما ديوان العرب وأشعارها٢، وقد يكون ديوانًا آخر أوسع من هذا المجموع.

ويلي هذه الاختيارات، اختيارات أخرى جمعها رجل من أهل الكوفة أيضًا، ورواية من رواة الشعر المعروفين هو المفضل بن محمد بن يعلى الضبي، المتوفى سنة "١٦٤هـ" "٧٨٠م"، أو "١٦٨"، أو "١٧٠هـ"، على اختلاف الروايات. وقد اتخذه المنصور مؤدبًا لابنه المهدي فعمل له الأشعار المختارة المسماة المفضليات، وهي مائة وثمانٍ وعشرون قصيدة، وقد تزيد وتنقص، وتتقدم القصائد وتتأخر بحسب الرواية عنه، والصحيحة التي رواها عنه ابن الأعرابي قال: وأول النسخة التي لتأبط شرًّا:

يا عبد ما لك من شوق وإبراق ... ومر طيف على الأهوال طراق٣

"هذا وقد وقع في الجزء الأول من هذا الكتاب سهو، إذا سقطت لفظة "مائة" من: "وهي مائة وثمان وعشرون قصيدة فصارت على هذا النحو: "وهي ثمان وعشرون قصيدة، وقد تزيد وتنقص"٤، ولذلك أحببت أن ألفت نظر القراء لإصلاح هذه الهفوة"

ويلي هذه الاختيارات اختيارات أخرى جمعها الأصمعي، سأتحدث عنها أثناء حديثي عنه بعد قليل، ثم اختيارات أخرى عرفت بـ"جمهرة أشعار العرب"، قد جمعت في أواخر المائة الثالثة للهجرة. "وهي مجموعة سباعية تشتمل على سبعة أقسام، أولها المعلقات السبع، وتحمل الأقسام الستة الباقية حلى من العناوين المختارة


١ الْمُزْهِرُ "٢/ ٣٦٢".
٢ الفِهْرِسْت "١٤٠".
٣ الفِهْرِسْت "١٠٨"، الأغاني "٥/ ١٢٥"، بروكلمن "١/ ٧٣".
٤ "٦٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>