للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي: المجمهرات، المنتقيات، المذهبات، المراثي، المشوبات، الملحمات"١.

ويسمى جامعها أبا زيد القرشي، وقيل إن سند رواية أبي زيد هذا، وهو المفضل، كان في المرتبة السادسة من سلالة الخليفة عمر بن الخطاب، وإذا فلا بد أن حياته كانت في أواخر القرن الثالث الهجري. على أن كلا الرجلين: أبي زيد والمفضل، مجهول بالكلية فيما عدا ذلك. ويبدو لنا أن تسميتها موضوعة على اسمي كل من أبي زيد الأنصاري النحوي المشهور وشيخه المفضل. ولكن لما كان كتاب الجمهرة معروفًا لابن رشيق "٣٩٠- ٤٥٦هـ/ ١٠٠٠- ١٠٤٦م"، فقد يكون تم تأليفه في القرنين الثالث والرابع للهجرة"٢.

وهناك مجموعات أخرى مثل ديوان الحماسة لأبي تمام "المتوفي ٢٣١هـ"، وديوان الحماسة للبحتري "٢٠٥- ٢٨٤هـ"، وحماسة "الخالديين"، أو كتاب الأشباه والنظائر، للأخوين: أبي عثمان سعيد "المتوفي حوالي ٣٥٠هـ"، وأبي بكر محمد "المتوفي٣٨٠هـ"، ومجموعات أخرى معروفة، مثل كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصبهاني، ذكرها "بروكلمن" و"جرجي زيدان"، وغيرهما ممن بحث عن الشعر الجاهلي، فلا حاجة إذن إلى ذكرها في هذا المكان.

ولم يلزم رواة الشعر الأول وعلماء اللغة والنحو أنفسهم النص على اسم المنبع الذي عرفوا الشعر أو الخبر منه، فصار من الصعب علينا، بل من غير الممكن التعرف على السبيل الذي سلكه هذا الشعر الجاهلي من الجاهلية حتى وصل إلى حماد الراوية، أو خلف الأحمر، أو غيرهما من رواة الشعر، ولو كانوا قد نصوا عليه، لأمكن التثبت من صحة الشعر، بنقد سلسلة السند، أو المصدر المكتوب إن كان مكتوبًا، فيخفف بذلك من هذا الشك الذي يحوم حول صحة المصادر التي أخذ الرواة منها معينهم عن هذا التراث الخالد الجاهلي.

وقد اكتفى الرواة أحيانا بذكر اسم أعرابي، نسبوا أخذ شعرهم أو خبرهم إليه، اتصلوا به أثناء قدومه البصرة أو الكوفة، أو في أثناء ذهابهم إلى البادية لجمع العلم بأخبار العرب وبشعرها القديم منها، ومعظمهم من قبائل مختارة


١ بروكلمن "١/ ٧٥".
٢ بروكلمن "١/ ٧٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>