للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أدري ما بعد ذلك"١. فهو مع علمه الواسع بالشعر، واستشهاد العلماء بكلامه وبآرائه في الشعر، لا يعرف لعبيد غير هذا الشعر، مع العلم بأنه قد توفي سنة "٢٣١هـ"، وفي أيامه كان الناس يموتون في طلب الشعر الجاهلي. ونجد "ابن قتيبة" المتوفى بعده "٢٧٠هـ يذكر له شعرًا مطلعه:

يا عين فابكي بني ... أسد هم أهل الندامة٢

ثم قوله مخاطبًا امرأ القيس:

يا ذا المخوفنا بقتل أبيه إذلالا وحينا

أزعمت أنك قد تلت سراتنا كذبا ومينا٣

ثم قوله:

هلا سألت جموع كندة يوم ولّوا هاربينا٤

وقد ذكر "ابن سلام" أن الرواة قد وضعوا على "عدي بن زيد"شعرًا كثيرًا، وعلل ذلك بقوله: "وعبيد بن زيد، كان يسكن الحيرة ومراكز الريف، فلان لسانه، وسهل منطقه، فحمل عليه شيء كثير، وتخليصه شديد. واضطرب فيه خلف، وخلط فيه المفضل فأكثر. وله أبع قصائد غرر روائع مبرزات، وله بعدهن شعر حسن"٥. ولابن قتيبة هذا الرأي فيه، حيث يقول: "وكان يسكن بالحيرة، ويدخل الأرياف، فثقل لسانه، واحتمل عنه شيء كثير جدًّا، وعلماؤنا لا يرون شعره حجة. وله أربع قصائد غرر"٦. وذكر نقلا عن "أبي عبيد" عن "أبي عمرو بن العلاء" أن "العرب لا تروي شعره، لأن ألفاظه ليست بنجدية، وكان نصرانيًّا من عباد الحيرة، قد قرأ الكتب"٧.


١ طبقات "١١، ٣١".
٢ الشعر والشعراء "١/ ٥٠"، ديوان عبيد "١٢٥".
٣ الشعر والشعراء "١/٥٢"، "ديوان عبيد "١٣٦".
٤ الشعر والشعراء "١/٥٨".
٥ طبقات "٣١"، العمدة "١/ ١٠٤".
٦ الشعر والشعراء "١/١٥٠".
٧ الشعر والشعراء "١/ ١٥٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>