للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجعل يقول:

هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبر ربنا وأطهر١

ويروي أهل الأخبار أن "المهلهل"، كان يتغنى في شعره حين قال:

طفلة ما ابنه المحلل بيضا ... ء لعوب لذيذة في العناق٢

ورووا أن من الشعراء الجاهليين من كان يتغنى بشعره، وأن حسان بن ثابت أشار إلى التغني بالشعر بقوله:

تغن بالشعر إما كنت قائله ... إن الغناء لهذا الشعر مضمار٣

وقد قصد بذلك، ترنيم الشعر وإنشاده على نغم مؤثر، وهو الغناء. وما زال الشعراء، يترنمون بشعرهم، وينشدونه بأسلوب خاص يميزه عن أسلوب إلقاء النثر.

ونجد في أخبار غزوة أحد، أن هندًا بنت عتبة، زوجة أبي سفيان، ونسوة من قريش كن يضربن على الدفوف ويتغنين بالشعر، حيث يقولون:

نحن بنات طارق ... إن تقبلوا نعانق

ونبسط السمارق ... أو تدبورا نفارق

فراق غير وامق

وتقول:

ويهًا بني عبد الدار ... ويهًا حماة الأدبار

ضربا بكل بتار٤

ولا بد وأن تكون في الأهازيج وفي أشعار الحج، أنغام يرنم على وقعها الشعر،


١ ابن سعد طبقات "١/ ٢٤٠"، "صادر".
٢ الأغاني "٥/ ٥١".
٣ العمدة "٢/ ٢٤١".
٤ الطبري "٢/ ٥١١٠، ٥١٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>