للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضربوا المثل ببيت "حسان بن ثابت"، فقد كان أبوه وجده وأبو جده شعراء، وابنه عبد الرحمن شاعر، وسعيد بن عبد الرحمن شاعر.

ومن البيوت التي عرفت بالشعر: بيت "نهشل بن حري بن ضمرة بن جابر بن قطن"، ستة ليس يتوالى في بني تميم مثلهم شعرًا، وكذلك بيت "النعمان بن بشير"، وكانت أمه "عمرة بنت رواحة" شاعرة، وخاله "عبد الله بن رواحة" أحد شعراء الرسول١.

ومن بيوتات الشعراء المعرقة في الجاهلية والإسلام، "آل الحارثي"، منهم "عبد يغوث بن الحارث بن وقاص" الحارثي. وكان شاعرًا من شعراء الجاهلية، فارسًا سيد قومه من "بني الحارث بن كعب"، وهو الذي كان قائدهم يوم "الكلاب" الثاني فأسرته "تيم" وقتلته. ومنهم "اللجلاج" الحارثي، وهو طفيل بن زيد بن عبد يغوث، وأخوه "مسهر" فارس شارع، وهو الذي طعن "عامر بن الطفيل" في عينه يوم "فيف الربح". ومنهم ممن أدرك الإسلام "جعفر بن علبة بن ربيعة بن الحارث بن عبد يغوث" وكان شاعرًا صعلوكًا، أخذ في دم فحبس في المدينة ثم قتل صبرًا٢.

وقد تعرض "جرجى زيدان" لموضوع تنقل الشعر في الأقاليم، فقال: "وإذا أحصبت شعراء الجاهلية الذين بلغنا خبرهم بالنظر إلى المواطن، رأيت نحو خمسيهم من نجد، والخمس الثالث من الحجاز، والرابع من اليمن والباقي من العراق، وفئة قليلة من البحرين واليمامة وتهامة"٣، وذلك على اعتبار أن القبائل:

"كندة"، و "أسد"، و "مزينة"، و "عبس"، و "سلم"، و "عامر"، و "طيء"، و "جشم"، و "ضبيعة"، و "سعد"، و "ضبة"، و "جعدة"، و "باهلة"، و "تميم"، و "عكل"، و "بكر"، و "مرة"، و "نبهان"، من قبائل نجد، وأن "ذبيان"، و "هذيل"، و "الأوس"، و "الأزد" من الحجاز، وأن "يشكر"، و "تغلب"، و "العباد"، و "تميم"، و "بكر"، و "إياد"،


١ العمدة "٢/ ٣٠٦".
٢ الخزانة "٢/ ٢٠٢ وما بعدها".
٣ تأريخ آداب اللغة العربية "١/ ٧٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>