للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من العراق، وأن "بكرًا"، و "ضبعًا"، من البحرين، وأن "بني ثعلبة" من اليمامة، وأن "فهمًا"، و "مزينة" من تهامة١. وهو تقييم لا يمكن الأخذ به في هذا اليوم، وفيه أخطاء، وقد بني على روايات لأهل الأخبار، تعارضها روايات أخرى لهم، لم يقابلها أو يطابق بعضها ببعض، فوقع لذلك في أوهام.

ونلاحظ أنه سار على رواية أهل الأخبار في تنقل الشعر في القبائل، فجعل "ربيعة" أول من نبغ في الشعر، ثم حوله على قيس فتميم. ثم ظهر اشعر بعد ذلك على رأيه في بطون مدركة من مضر، وهي: هذيل، وقريش، وأسد، وكنانة، والدئل وغيرهم. وكلهم من أهل البادية، وأما أهل المدن، فقلما نبغ بينهم شاعر فحل، وأشعرهم "حسان بن ثابت"٢.

ومن أهم قبائل ربيعة وبطونها: بكر، وتغلب، وعبد القيس، والنمر بن قاسط، ويشكر، وعجل، و "جشم"، وحنيفة، وقيس بن ثعلبة، وضبيعة، وشبيان، وذهل، وسدوس. ومن أشهر شعراء هذه المجموعة المرقشان الأكبر والأصغر، وطرفة بن العبد، وعمرو بن قميئة، والحارث بن حلزة، والمتلمس، خال طرفة، والأعشى، والمسيب بن علس وآخرون. وقد جعل "زيدان" عددهم "٢١" شاعرًا٣.

وقد نزل بنو قيس بن ثعلبة وبنو حنيفة اليمامة. ومن بطون قيس بن ثعلبة: سعد بن ضبيعة، رهط الأعشى، ومن ديارهم "منفوحة". وكانوا بين الحياة الحضرية والحياة الأعرابية، يرعون الإبل والغنم، إلا أنهم أصحاب نخيل. أما حنيفة، فكانت تزرع وترعى، وقريتهم الكبرى "حجر"، وكانوا يزرعون الحبوب، ويمونون الأعراب ومكة بها. وكانت النصرانية قد وجدت سبيلها بينهم، وقد افتخر "الأعشى" بقومه على "إياد"، لأنهم أصحاب مال، أما "إياد"، فأصحاب زرع ينتظرون حصاد حبهم، وذلك في هجائه لهم بقوله:


١ راجع "الصفحة ٨٠ فما بعدها إلى انتهاء ٨٤" من الجزء الأول.
٢ تأريخ آداب اللغة العربية "١/ ٧٤ وما بعدها".
٣ العمدة "١/ ٨٦ وما بعدها"، تأريخ آداب اللغة العربية "١/ ٧٤ وما بعدها"، "تنقل الشعر في القبائل".

<<  <  ج: ص:  >  >>