للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو عبيدة في ترتيب طبقاتهم: وهو أن أول طبقاتهم أصحاب السبع معلقات. وهم: امرؤ القيس وزهير والنابغة والأعشى ولبيد وعمرو بن كلثوم وطرفة بن العبد. قال المفضل: هؤلاء أصحاب السبع الطوال التي تسميها العرب بالسموط، ومن زعم غير ذلك، فقد خالف جمهور العلماء"١، على أن الأدباء أوجدوا قصة تعليق المعلقات في الكعبة، نظرا إلى ما يقال من تفاخر الشعراء بعكاظ، وتحكيم المحكمين فيما بينهم، فرأى رواة الشعر أن يجعلوا المختار من الشعر، وهو القصائد السبع الطوال سيد الشعر الجاهلي، ولما كانت مكة ذات قدسية، وجدوا أنها أصلح مكان لأن يربط بينه وبين هذا المختار من عيون الشعر، فأوجدوا حكاية التعليق٢.

وبين المستشرقين فريق ذهبوا مذهب "نولدكه" في رفض قصة التعليق، ورأوا أن القصة أسطورة لا أصل لها ولا فصل. وفريق أيد التعليق، وهم أقلية، وذهب مذهب المثبتين له من علماء الشعر الجاهلي. أما علماء العربية في أيامنا، فهم أيضا بين مؤيد وبين مخالف، ولكل رأي.

وقد تعرض "الرافعي" لموضوع تعليق المعلقات، فذهب إلى أن قصة التعليق على الكعبة قصة مفتعلة، وأن "ابن الكلبي" هو الذي ذكر خبر تعليقها على الكعبة، وأن مَنْ عدا ابن الكلبي ممن هم أوثق في رواية الشعر وأخباره لم يذكروا من ذلك شيئا، بل جملة كلامهم ترمي إلى أن القصائد لم تخرج عن سبيل ما يختار من الشعر، وأن المتأخرين هم الذين بنوا على خبر التعليق ما ذكروه من أمر الكتابة بالذهب أو بمائه في الحرير أو في القباطي؛ وأن العرب بقيت تسجد لها "١٥٠" سنة حتى ظهر الإسلام، تسجد لها كما يسجدون لأصنامهم٣. و "ابن الكلبي" على رأيه "هو أول من افترى خبر كتابة القصائد السبع المعلقات وتعليقها على الكعبة"٤.

وتعرض "الرافعي" أيضا إلى رأي من ينكر أن هذه القصائد صحيحة النسبة إلى قائليها، مرجحا أنها منحولة وضعها مثل حمّاد الراوية، أو خلف الأحمر،


١ Bitrage, s. xx
٢ Nldeke, beitrage, s. xxil
٣ الرافعي "٢/ ١٨٦، ١٩٢".
٤ الرافعي "١/ ٤١٦"، "٢/ ١٩٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>