للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكثير الذي تصادفه في قوله، والوجوه التي ينقسم إليها كلامه من صناعة وطبع وسلاسة وعلو ومتانة ورقة وأسباب تحمد وأمور تؤثر وتمدح. وقد ترى الأدباء يوازنون بشعره فلانا وفلانا" ثم هو يؤاخذ الشاعر على عيوب ذكر أنها عوار في معلقته١.

ووضع أهل الأخبار "امرأ القيس" في رأس زمرة عشاق العرب والزناة. وذكروا له عشقه لـ "فاطمة بنت العُبيد بن ثعلبة" العذرية، وعشقه لـ "أم الحارث" الكلبية، وعشقه لـ "عنيزة"، وهي صاحبة يوم "دارة جلجل"٢، ورووا له قصة طريفة حدثت له مع صاحبة يوم "دارة جلجل"، تبين كيف مكر بابنة عمه "عنيزة"، فأجبرها على أن تتجرد من لباسها، لينظر إليها وهي تخرج من الغدير مقبلة ومدبرة، حتى يمتع نظره برؤية جسدها العاري، ثم كيف نحر ناقته، وشوى لحمها، وأخذ يطعم به البنات، وكيف توسل إلى ابنة عمه "عنيزة" لتحمله على غارب بعيرها بعد أن ذبح ناقته وشوى لحمها ليتخذ ذلك حجة له في مشاركة "عنيزة" بعيرها. ثم تروي القصة، كيف أنه صار يجنح إليها فيدخل رأسه في خدرها فيقبلها، ثم تنتهي القصة بذكر الشعر الذي قاله في هذه المناسبة. حيث يقول:

ويوم عقرت للعذارى مطيتي ... فيا عجبا من رحلها المتحمل

يظل العذاري يرتمين بلحمها ... وشحم كهدّاب الدمقس المفتل

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة ... فقالت لك الويلات إنك مرجلي

تقول وقد مال الغبيط بنا معا ... عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل

فقلت لها سيري وأرخي زمامه ... ولا تبعدينا من جناك المعلل٣

وراوي هذه القصة هو "محمد بن سلام"، سمعها كما يقول من "أبي شفقل" راوية "الفرزدق" الشاعر الشهير، وقد ذكر هذا الراوي أنه لم ير رجلا كان أروى لأحاديث امرئ القيس وأشعاره من الفرزدق، وذلك لأن "امرأ القيس"


١ إعجاز القرآن "٧٤ وما بعدها".
٢ الشعر والشعراء "١/ ٦٤".
٣ الشعر والشعراء "١/ ٦٤"، الثقافة.

<<  <  ج: ص:  >  >>