للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان قد أقام في "بني دارم" رهط الفرزدق حينا، حين رأى من أبيه جفوة، فمن ثم أخذ "الفرزدق" علمه بأخبار "امرئ القيس" وأحاديثه وأشعاره١.

ويكثر "امرؤ القيس" من ذكر أسماء المواضع التي نزل بها، وقد أفادنا بذلك في معرفة تلك المواضع. وفي جملة ما ذكره موضع "الخص"، وقد اشتهر بالخمر. وهو قرية من أسفل الفرات:

كأن التجار أصعدوا بسبيئة ... من الخص حتى أنزلوها على يسر٢

وقوله:

لمن الديار عرفتها بسحام ... فعمايتين فهضب ذي أقدام

فصفا الأطيط فصاحتين فعاسم ... تمشي النعاج بها مع الآرام٣

وقد ذكر عشرة مواضع من أرض البحرين بقوله:

غشيت ديار الحي بالبكرات ... فعارمة فبرقة العيرات

فغول فحليت فنفي فمنعج ... إلى عاقل فالجب ذي الأمرات٤

وله أشعار أخرى كثر فيها ورود أسماء المواضع٥.

ويذكر أن قوما من أهل اليمن أقبلوا يريدون النبي، فضلوا، ووقعوا على غير ماء، فمكثوا ثلاثا لا يقدرون على الماء، وأوشكوا على الهلاك، فأنشد أحدهم بيتين من شعر امرئ القيس، هما:

لما رأت أن الشريعة همها ... وأن البياض من فرائصها دامي

تيممت العين التي عند ضارج ... يفيء عليها الظل عرمضها طامي

فقال أحدهم: ضارج عندكم، وأشار إليه فمشوا على الركب، فإذا ماء غدق،


١ الشعر والشعراء "١/ ٦٤"، "الثقافة".
٢ الصفة "١٢٩".
٣ الصفة "١٥١، ٢٢٦".
٤ الصفة "٢٢٥".
٥ الصفة "٢٢٩ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>