للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا عليه العرمض، والظل يفيء عليه، فشربوا وحملوا ولولا ذلك لهلكوا١.

ولما بلغوا النبي، أخبروه خبرهم، فقال: "ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها، منسي في الآخرة خامل فيها، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء إلى النار"٢.

وروي عن "عمر" قوله في "امرئ القيس": "سابق الشعراء، خسف لهم عين الشعر"٣. ونجد لهذا الشاعر ذكرا في كتب الحديث٤.

وذكر أن "امرأ القيس" أشار إلى "ابن مندلة" "ملك العرب" بقوله:

فأقسمت لا أعطي مليكا ظلامة ... ولا سوقة حتى يئوب ابن مندلة

وروي أن هذا البيت، هو لعمرو بن جوين٥.

وتذكر قصة رواها "أبو الحسين" النسابة، أن "حجرا" والد امرئ القيس نهى ابنه عن قول الشعر، فلما لم ينته عنه، أمر أحد غلمانه أن يقتله ويأتيه بعينيه، فانطلق به الغلام، فاستودعه جبلا منيفا، وعلم أن أباه سيندم على قتله. وعمد الغلام إلى جؤذر كان عنده فنحره وامتلخ عينيه، فأتي بهما حجرا، فانفجر حجر من الغضب والندم، حتى هم بقتل الغلام، فأخبره الغلام، أنه لم يقتله، وأنه لا زال حيا، وأنه كان يعلم أن والده سيندم على قتله. فأمره عندئذ بالذهاب إليه، والعودة به إلى بيته، فأتاه به. وكف امرؤ القيس عن قول الشعر حتى قتل أبوه٦. وهي قصة نجد أمثالها في أساطير الأمم الأخرى. وإلى هذه القصة أشار "امرؤ القيس" بقوله:

فلا تتركني يا ربيع لهذه ... وكنت أراني قبلها بك واثقا


١ الشعر والشعراء "١/ ٥٥"، "الثقافة".
٢ الشعر والشعراء "١/ ٦٧ وما بعدها"، "الثقافة".
٣ الشعر والشعراء "١٦٨"، "الثقافة".
٤ أحمد بن حنبل، مسند "٢/ ٢٢٨"، طبقات الشافعية، للسبكي "١/ ٢٥٦"، "١٩٦٤م".
٥ تاج العروس "٨/ ١٣٢"، "ندل".
٦ شرح شواهد المغني، للسيوطي "٢١"، بروكلمان، تأريخ الأدب العربي "١/ ٩٨"، "دعا مولى له يقال له ربيعة"، الشعر والشعراء، "١/ ٥١"، "الثقافة"، الخزانة "١/ ١٦٠ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>