للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكنية امرئ القيس "أبو يزيد"، ويقال: "أبو وهب"، ويقال: "أبو الحارث"، ويقال "أبو كبشة". وأما اسمه، فاختلف فيه، فقيل: "عدي"، وقيل "مليكة"، وقيل" حندج". وكان يقال له: "الملك الضلِّيل"، و"الضليل"، و "ذو القروح"١.

ويذكر أهل الأخبار أن "امرأ القيس" كان معناعريضا ينازع كل من قال إنه شاعر، فنازع "التوءم اليشكري"، "الحارث بن التوءم"٢ فقال له: "إن كنت شاعرا فملط أنصاف ما أقول وأجزها". ونازع "عبيد بن الأبرص"٣.

وإذا ما أخذنا بآراء بعض المستشرقين في سنة وفاة الشاعر "امرئ القيس" من أنها كانت بين السنة "٥٣٠" والسنة "٥٤٠" بعد الميلاد٤، فيكون عصر أقدم شعر جاهلي وصل إلينا لا يزيد عمره على القرن السادس للميلاد، وأواخر القرن الخامس للميلاد. وهذا التقدير معقول يتناسب مع الأخبار المروية عن هذا الشاعر. روي أن رؤبة بن العجاج قال: حدثني أبي عن أبيه قال: حدثتني عمتي. قالت: سألت امرأ القيس، ما معنى قولك: كرك لأمين على نابل؟ فقال: مررت بنابل وصاحبه يناوله الريش لؤاما وظُهارا، فما رأيت أسرع منه ولا أحسن، فشبهت به٥. ولو أخذنا بهذه الرواية وصدقناها، فلن نتمكن من الارتفاع بها من حيث الزمن إلى أكثر من هذا التقدير.

وذكر أن "امرأ القيس" لما هرب من "المنذر بن ماء السماء" صار إلى جبلي طيء: أجأ وسلمى، فتزوج أم جندب. وصادف أن جاءه "علقمة بن عبدة التميمي"، فتذاكرا الشعر، فقال امرؤ القيس: أنا أشعر منك، وقال علقمة: بل أنا أشعر منك! فتحاكما إلى أم جندب، فأخذ كل واحد منهما يقول شعرا وهي تسمع، وتعلق عليه، ففضلت أم جندب "علقمة" عليه، فغضب امرؤ القيس وطلقها، فخلف عليها علقمة، فسمي علقمة الفحل١.


١ السيوطي، شرح "٢١ وما بعدها".
٢ "قتادة بن التوءم اليشكري، اللسان "٦/ ٢١٣"، "مجس"، "لقي التوءم اليشكري، واسمه الحارث بن قتادة"، العمدة "١/ ٢٠٢".
٣ اللسان "٦/ ٢١٤"، "مجس"، السيوطي، شرح "٢٥"، العمدة "١/ ١٧٦"، "٢/ ٨٧".
٤ تأريخ العرب قبل الإسلام "٣/ ٢٦٥".
٥ التنبيهات على أغلاط الرواة "٤".
٦ السيوطي، شرح شواهد "٩٢ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>