للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من إجلال. فيقول:

دعيني للغنى أسعى فإني ... رأيت الناس شرهم الفقير

وأبعدهم وأهونهم عليهم ... وإن أمسى له حسب وخير

ويقصيه النديُّ وتزدريه ... حليلته وينهره الصغير

ويلفى ذو الغنى وله جلال ... يكاد فؤاد صاحبه يطير

وله شعر يحث فيه الناس على السير في البلاد، التماسا للزرق، لأن من لم يطلب معاشا لنفسه، وقعد في داره دون أن يعمل شكا الفقر، وصار كلا على غيره، حتى على ذوي قرباه، فيقول:

إذا المرء لم يطلب معاشا لنفسه ... شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا

وصار على الأدنين كلا وأوشكت ... صلات ذوي القربي له أن تنكرا

وما طالب الحاجات من كل جهة ... من الناس إلا من أجد وشمرا

فسر في بلاد الله والتمس الغنى ... تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا٢

ومن شعره في المال والورثة قوله:

متى ما يجئ يوما إلى المال وارثي ... يجد جمع كف غير ملأى ولا صفر

يجد فرسا مثل القناة وصارما ... حساما إذا ما هز لم يرض بالهبر٣

ويقول في شعر آخر:

أليس ورائي أن أدب على العصا ... فيأمن أعدائي ويسأمني أهلي

رهينة قعر البيت كل عشية ... يطيف بي الولدان أهوج كالرأل

يعني: أليس ورائي إن سالمت الناس، وتركت مخاطر التصعلك، أن يلحقني الكبر فأهون ويضجر مني أهلى٤. فهو يعتذر بذلك عن التصعلك واتخاذه الصعلكة حرفة له.


١ ديوانه "٩١ وما بعدها"، البيان والتبيين "١/ ٢٣٤"، وقد روي برواية تختلف عن رواية الديوان.
٢ ديوانه "٨٩".
٣ كتاب العصا "٢٠٦"، "نوادر المخطوطات، المجموعة الثانية".
٤ الحيوان "٤/ ٣٥٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>