للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى "سوادة بن عدي" غير أن معظمهم يرى أنها لعدي١.

وذكر "أبو العلاء" المعري، أنه شاهد بعض الوراقين ببغداد، يسأل عن قافية "عدي بن زيد" العبادي، التي أولها:

بكر العاذلات في غلس الصبـ ... ـح يعاتبنه أما تستفيق

وأن "ابن حاجب النعمان"، وهو أبو الحسين عبد العزيز بن إبراهيم، سأل عن هذه القصيدة وطلبت في نسخ من ديوان عدي، فلم توجد، ثم سمع بعد ذلك أن رجلا من أهل "استراباذ"، يقرأ هذه القافية في ديوان "العبادي"، ولم تكن في النسخة التي في دار العلم٢. وقد أورد "المعري" قصائد من شعره في رسالة الغفران٣، وأشار إلى بعض ما نحل عليه، وإلى بعض ما نسب إليه، ونسب إلى غيره٤.

"قال الأصمعي: كان عدي لا يحسن أن ينعت الخيل، وأخذ عليه قوله في صفة الفرس: فارها متتايعا. وقال: لا يقال لفرس "فاره" إنما يقال له جواد وعتيق، ويقال للكودن والبغل والحمار: فاره"٥. ووصف الخمر بالخضرة، ولم يعلم أحد وصفها بذلك. وهو أول من شبه أباريق الخمر بالظباء٦. وقالوا عنه إنه ممن أقر على نفسه بالزنا. وأوردوا له أبيات شعر في ذلك٧.

وفي شعر "عدي بن زيد"، زهد الرهبان وتصوف المتصوفين، فيه تذكير بالآخرة وتزهيد في الدنيا، ووعظ بمصير محزن يلحق المغرورين العتاة المتجبرين كالمصير الذي لحق الملوك الطغاة والأقوام الخالية، ولا سيما في القصيدة التي يقول فيها:


١ الخزانة "١/ ١٨٣ وما بعدها".
٢ رسالة الغفران "١٧٣ وما بعدها".
٣ "ص١٨٦ وما بعدها".
٤ رسالة الغفران "٣٣٥".
٥ الشعر والشعراء "١/ ١٥٤"، "الثقافة".
٦ الشعر والشعراء "١/ ١٥٥"، "الثقافة".
٧ الشعر والشعراء "١/ ١٥٦"، "الثقافة".

<<  <  ج: ص:  >  >>