للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أين كسرى كسرى الملوك أنوشَرْ ... وان أم أين قبله سابور

وبنو الأصفر الكرام ملوك الر ... وم لم يبق منهم مذكور

وأخو الخضر إذ بناه وإذ دجـ ... ـلة تجبى إليه والخابور

شاده مرمرا وجلله كلـ ... ـسا فللطير في ذراه وكور

لم يهبه ريب المنون فبان الـ ... ـملك عنه فبابه مهجور

وتبين رب الخورنق إذ أشـ ... ـرف يوما وللهدي تفكير

سره ماله وكثرة ما يمـ ... ـلك والبحر معرضا والسدير

فارعوى قلبه وقال فما غبـ ... ـطة حي إلى الممات يصير

ثم بعد الفلاح والملك والنعـ ... ـمة وارتهم هناك القبور

ثم صاروا كأنهم ورق جف ... فألوت به الصبا والدبور١

وورد أن "هشام بن عبد الملك"، كان في مجلس فخم، فحدثه "خالد بن صفوان" بحديث ملك الحيرة الذي اغتر بهذه الدنيا، ثم أنشد قصيدة "عدي بن زيد"، التي منها:

أيها الشامت المعير بالدهر ... أأنت المبرأ الموفور

أم لديك العهد الوثيق من الأيـ ... ـام بل أنت جاهل مغرور

حتى أتم إنشادها عليه، فبكى وتأثر٢. وورد في رواية أخرى أن قائل هذا الشعر هو: أحد بني تميم "عدي بن سالم" المري العدوي. وقد ذكر ذلك "السهيلي"، لكنه عاد بعد ذكره الشعر، فقال: "والذي ذكره عدي بن زيد في هذا الشعر هو النعمان بن امرئ القيس جد النعمان بن المنذر. وأول هذا الشعر:

أرواح مودع أم بكور ... لك فانظر لأي ذاك تصير

قاله عدي وهو في سجن النعمان بن المنذر وفيه قتل"٣. وروي أن "يونس


١ العقد الفريد "٣/ ١٩١"، ابن هشام، سيرة "١/ ٥٦"، "حاشية على الروض".
٢ الجمان في تشبيهات القرآن "٣٠٤ وما بعدها".
٣ الروض الأنف "١/ ٥٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>