للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أن يقول:

ولن يكسب الصعلوك حمدا ولا غنى ... إذا هو لم يركب من الأمر معظما

لحا الله صعلوكا مناه وهمه ... من العيش أن يلقى لبوسا ومغنما

ينام الضحى حتى إذا نومه استوى ... تنهب مثلوج الفؤاد مورما

مقيما مع المثرين ليس ببارح ... إذا نال جدوى من طعام ومجثما

ولله صعلوك يساور همه ... ويمضي على الأحداث والدهر مقدما

فتى طلبات لا يرى الخمص ترحة ... ولا شبعة إن نالها عد مغنما

يرى الخمص تعذيبا ولم يلق شبعة ... يبت قلبه من قلة الهم مبهما١

وهي أبيات أرى أنها من هذا الشعر الذي يشك في أكثره، مثل الشعر المَقُول على لسان عروة والصعاليك، يظهر أن الظروف الاجتماعية جعلت الأدباء ينظمون على لسانهم، يتشكون فيها من ظلم الأغنياء، لما كانوا يرونه من قسوة أصحاب المال على المعدمين والبائسين.

ويشك في كثير من شعر حاتم. وقد صار حاتم بالقصص الوارد عنه من الأبطال المعروفين عند غير العرب أيضا، فنجد له ذكرا في الفارسية وفي التركية، وألف فيه في اللغات الأوروبية، وطبع ديوانه جملة طبعات٢. وكان يشبه شعر النمر بن تولب بشعر حاتم الطائي، وكانا يشتركان في الجود وإتلاف الأموال وأريحية الطبع والتغني بذلك في الشعر٣.

وكان "حاتم" على النصرانية على ما يظن، وقد كان ابنه "عدي" عليها٤.

و"جابر بن حني بن حارثة بن عمرو بن بكر" من شعراء تغلب. وله قصيدة مطلعها:

ألا يا لقومي للجديد المصرم ... وللحلم بعد الزلة المتوهم

وللمرء يعتاد الصبابة بعدما ... أتى دونها ما فرط حول مجرم


١ الخزانة "١/ ٤٩٢".
٢ بروكلمان "١/ ١١١ وما بعدها".
٣ البخلاء "٣٨٤".
٤ الإصابة "٢/ ٤٦٠"، "رقم ٥٤٧٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>