للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعر "الحطيئة" المشهور قوله:

قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا

وكان الرجل من "بني أنف الناقة" إذا قيل له: ممن الرجل؟ قال: من بني قريع، فلما مدحهم "الحطيئة" بهذا الشعر صار الرجل منهم إذا قيل له: ممن أنت؟ قال: من بني أنف الناقة افتخارا، في قصة سبق أن تحدثت عنها١.

ومن جيد شعره قوله:

متى تأته تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد٢

والشاعر "كعب بن زهير" هو ابن الشاعر الجاهلي "زهير بن أبي سلمى". فهو شاعر ابن شاعر، وأبو شعراء. فقد كان ولدا "كعب" وهما: "عقبة"، و "العوام" شاعرين. وقد ذكر أن "بجيرا" أخو "كعب"، فارق أخاه عندما بلغا "أبرق" العراق، وذهب إلى الرسول لما سمع من خبره، فأسلم. فلما بلغ "كعبا" خبر إسلامه. ذم أخاه لمفارقته سنة آبائه وأجداده، وخروجه على ما ألف عليه أباه وأمه. بشعر قال فيه:

ألا أبلغا عني بجيرا رسالة ... على أي شيء أنت منزل ذلكا

على خلق لم تلف أما ولا أبا ... عليه ولم تدرك عليه أخا لكا٣

أو:

ألا أبلغا عني بجيرا رسالة ... على أي شيء ريب غيرك دلكا

على خلق لم تلف أما ولا أبا ... عليه ولم تدرك عليه أخا لكا

سقاك أبو بكر بكأس روية ... فأنهلك المأمور منها وعلكا٤


١ البيان والتبيين "٤/ ٣٨".
٢ ديوان الحطيئة "٢٥"، الأغاني "٢/ ٥٩"، البيان والتبيين "٢/ ٢٩".
٣ الاستيعاب "٣/ ٢٨١"، "حاشية على الإصابة".
٤ الإصابة "٣/ ٢٧٩"، "رقم ٧٤١٣"، وجاءت الأبيات على هذا النحو:
ففارقت أسباب الهدى واتبعته ... على أي شيء ويب غيرك دلكا
على مذهب لم تلف أما ولا أبا ... عليه ولم تعرف عليه أخا لكا
كارلو نالينو، تأريخ الآداب العربية "١١٤". "الطبعة الثانية ١٩٧٠م".

<<  <  ج: ص:  >  >>