للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورويت الأبيات على هذه الصورة أيضا:

ألا أبلغا عني بجيرا رسالة ... فهل لك فيما قلت بالخيف هل لكا

سقيت بكأس عند آل محمد ... فأنهلك المأمون منها وعلكا

فخالفت أسباب الهدى وتبعته ... على أي شيء وَيْبَ غيرك دلكا١

ووردت بصورة أخرى٢، مما يدل على اختلاف الرواية، ووقوع خطأ في الاستنساخ. وقد لام فيها قومه لدخول أكثرهم في الإسلام، وهجاهم هجاء مرًّا٣.

فبلغت أبياته رسول الله فأهدر دمه. وكتب بجير بذلك إليه، ويقول له النجاء، ثم كتب إليه أنه لا يأتيه أحد مسلما إلا قبل منه وأسقط ما كان قبل ذلك، ولما انتهى إلى "كعب" قتل "ابن خطل"، قدم المدينة فسأل عن أرق أصحاب النبي، فدل على "أبي بكر"، فأخبره خبره، فمشى "أبو بكر" وكعب على أثره وقد التثم حتى صار بين يدي النبي فقال: رجل يبايعك. فمد النبي يده، فمد كعب يده فبايعه وأسفر عن وجهه فأنشده قصيدته التي مطلعها:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يجز مكبول

هي قصيدته الشهيرة التي طبعت مرارا وشرحت شروحا كثيرة، وتعد من "المشوبات". فكساه النبي بردة له، فاشتراها "معاوية" من ولده بعشرين ألف درهم، وهي التي يلبسها الخلفاء في الأعياد٤.

وهي قصيدة نظمها على نفس شعراء البادية وطريقتهم في مدح الملوك وسادات القبائل، ولولا الأبيات:


١ الشعر والشعراء "١/ ٨٠"، ابن هشام "٨٨٩"، "طبعة أوروبة"، الأغاني "١٥/ ١٤٧ وما بعدها"، المرزباني، معجم "٣٤٣"، بروكلمان، تأريخ الأدب العربي "١/ ١٥٦"، الخزانة "٤/ ٨".
٢ المصون "٢٠٠ وما بعدها"، كارلو نالينو "١١٤".
٣ بروكلمان، تأريخ الأدب العربي "١/ ١٥٦".
٤ الشعر والشعراء "١/ ٨٩ وما بعدها"، "دار الثقافة"، طبقات ابن سلام "٨٣"، المرزباني، معجم "٣٤٣"، الأغاني "١٥/ ١٤٧"، الإصابة "٣/ ٢٧٩"، "رقم ٧٤١٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>