للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطلت.

وإن أحسن البعض أتى به، والأخرس ونحوه يحرم بقلبه، ولا يُكَبِّر مأمومٌ قبل فراغ إمامه منه، فإن كبر معه لم تنعقد صلاته، وكذا إن مدّ همزة الله، أو أكبر، أو قال: أكْبَار، ولا يضر إن خلل الألف بين اللام والهاء (١)؛ لأنه إشباعٌ، وحذفها أولى.

والتشهد الأخير، والذكر الواجب، والسلام، كتكبيرة الإحرام في ذلك.

ويسن جهر إمامٍ بتكبيرٍ، وتسميعٍ، والسلام الأَوَّل، وقراءةٍ في جهريةٍ بحيث يسمع من خلفه، وأدناه سماع غيره، ويسر غيره به، وبغيره، غير ما يأتي قريبًا (٢).

ويكره جهر مأمومٍ إلا بتكبيرٍ، وتحميدٍ، وسلامٍ؛ لحاجةٍ (٣) فيسر.

وجهر كل مصلٍ في ركنٍ، وواجب فرضٌ بقدر ما يسمع نفسه، إن لم يكن مانعٌ، فإن كان فبحيث يحصل السماع مع عدمه.

ثم يرفع يديه نصًّا (٤)، أو إحداهما عجزًا مع ابتداء التكبير وينهيه معه نصًّا (٥) ممدودة الأصابع، مضمومة، فيستقبل ببطونهما القبلة إلى حَذوِ منكبيه (٦) / [٣٠/ ب] برؤوسهما إن لم يكن عذرٌ، لا إلى فروع أذنيه.


(١) في المخطوط (خلت الألف بين اللام والهاء) ولعل الصواب ما أثبت. ينظر: الفروع ٢/ ١٦٣.
(٢) في نفس الصفحة ونفس اللوح من المخطوط.
(٣) ينظر: الإقناع ١/ ١١٤، وشرح منتهى الإرادات ١/ ١٨٥، وكشاف القناع ١/ ٣٣٢، ومطالب أولي النهى ١/ ٤٢٢.
(٤) ينظر: الفروع ٢/ ١٦٧، ومنتهى الإرادات ١/ ٥٥.
(٥) ينظر: الفروع ٢/ ١٦٧، ومنتهى الإرادات ١/ ٥٥.
(٦) في رفع اليدين بهذه الصورة حكم عظيمة:
منهم من قال: إنها إشارة إلى رفع الحجاب بينه وبين ربه. ينظر: الفروع ٢/ ١٦٨، نقلا عن ابن شهاب.
ومنهم من قال: تعظيم لله، وابتهال إليه، واستسلام له، وخضوع للوقوف بين يديه، واتباع لسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-. ينظر: التمهيد لابن عبد البر ٩/ ٢١٢.
ومنهم من قال: تعظيم الله عز وجل، فيجتمع في ذلك التعظيم القولي، والفعلي، والتعبد لله بهما، فإن قولك: «الله أكبر» لا شكّ أنك لو استحضرت معنى هذا تماما لغابت عنك الدنيا كلها؛ لأن الله أكبر من كل شيء، وأنت الآن واقف بين يدي من هو أكبر من كل شيء.
ومنهم من قال: إن ذلك من زينة الصلاة؛ لأن الإنسان إذا وقف، وكبر بدون أن يتحرك لم تكن الصلاة على وجه حسن كامل، ولا مانع أن تكون كل هذه مقصودة.
ومنهم من قال: رفع اليدين تعبد لا يعقل معناه.
ومنهم من قال: هو إشارة إلى التوحيد.
ومنهم من قال: لأن يراه من لا يسمع التكبير فيعلم دخوله في الصلاة فيقتدي به.
ومنهم من قال: هو: استسلام وانقياد وكان الأسير إذا غلب مد يديه علامة لاستسلامه، وقيل هو إشارة إلى طرح أمور الدنيا والإقبال بكليته على صلاته. ينظر: ينظر: المجموع شرح المهذب ٣/ ٣١٠، والشرح الممتع ٣/ ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>