للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تراب القبر من غيره نصًّا (١)، زاد بعضهم إلا أن يحتاج إليه.

ويكره المبيت عنده، ويكره تجصيصه (٢)، وَتَزْوِيقُهُ، وَتَخْلِيقُهُ (٣) والكتابة عليه، والبناء نصًّا (٤) لاصقة، أو لا، والجلوس، والوطء عليه (٥).

قال بعضهم: (٦) إلا لحاجةٍ، والاتكاء إليه، ويحرم التخلي عليها، أو بينها، والدفن في صحراءٍ أفضل سوى النبي -صلى الله عليه وسلم- (٧)، واختار صاحباه الدفن عنده تشرفًا، وتبركًا، ولم يزد عليهما؛ لأن الخرق يتسع، والمكان ضيق، وجاءت أخبار تدل على دفنهم كما وقع (٨)،


(١) ينظر: الإقناع ١/ ٢٣٣، ومنتهى الإرادات ١/ ١١٦، وكشاف القناع ٢/ ١٣٩.
(٢) التجصيص: بناؤها بالجص، وهي النورة البيضاء. مشارق الأنوار ١/ ١٥٨، والمطلع ص ١٥٢.
(٣) التخليق: الخلوق هو الطيب. ينظر: العين ٤/ ١٥٢.
(٤) ينظر: الفروع ٣/ ٣٨٠، والإقناع ١/ ٢٣٣، ومنتهى الإرادات ١/ ١١٦، وكشاف القناع ٢/ ١٣٩.
(٥) ينظر: الشرح الكبير ٢/ ٣٨٧.
(٦) ينظر: الإقناع ١/ ٢٣٣، وشرح منتهى الإرادات ١/ ٣٧٥.
(٧) لحديث أبي بكر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض)) الحديث أخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب الجنائز، باب ذكر وفاته -صلى الله عليه وسلم-، برقم (١٦٢٨) ١/ ٥٢٠، وصححه الألباني في صحيح الجامع ٢/ ٩٨٩.
(٨) منها حديث أنس -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه الرؤيا، قال: «هل رأى أحد منكم رؤيا اليوم»، قالت عائشة رضي الله عنها: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن صدقت رؤياك دفن في بيتك ثلاثة هم أفضل أو خير أهل الأرض»، فلما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- ودفن في بيتها، قال لها أبو بكر -رضي الله عنه-: هذا أحد أقمارك وهو خيرها، ثم توفي أبو بكر وعمر فدفنا في بيتها. الحديث أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب المغازي والسير برقم (٤٤٠١) ٣/ ٦٣. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ٧/ ١٨٥: فيه عمر بن سعيد الأبح وهو ضعيف.
ومنها حديث يحيى بن سعيد؛ أن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: رأيت ثلاثة أقمار، سقطن في حجري فقصصت رؤياي على أبي بكر الصديق، قالت: فلما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودفن في بيتها. قال لها أبو بكر: هذا أحد أقمارك، وهو خيرها. الحديث أخرجه مالك في المؤطأ، كتاب الجنائز، باب ما جاء في دفن الميت، برقم (٧٩٣) ٢/ ٣٢٥. وقال محقق جامع الأصول ٢/ ٥٤٦: رجاله ثقات، إلا أن يحيى بن سعيد لم يدرك عائشة، فهو منقطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>