للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن دفع غير رعاة، وسقاة، قاله الخرقي وجماعة (١): قبل نصف الليل فعليه دم، إن لم يعد نصًّا (٢) إليها، ولو بعد نصفه، وإن دفع بعده فلا شيء عليه، كما لو وافاها بعد نصفه، وإن جاء بعد الفجر فعليه دمٌ.

وحد المزدلفة، ما بين المأزمين، ووادي/ [١١٥/ ب] مُحَسِّرٍ (٣)، فإذا أصبح صلّى الصبح بِغَلَس (٤) أَوَّل وقتها، ثم يأتي المشعر الحرام (٥) فيرقى عليه إن أمكن، وإلا وقف عنده، ويحمد الله تعالى، ويهلله، ويكبر، ويدعو فيقول: اللهم كما وقفتنا فيه، وأريتنا إياه، فوفقنا؛ لذكرك كما هديتنا، واغفر لنا، وارحمنا كما وعدتنا، بقولك وقولك الحق {فإذا أفضتم من عرفاتٍ} إلى قوله {غفور رحيم} (٦) ثم لا يزال يدعو إلى أن يسفر جدًا.

ثم يدفع قبل طلوع الشمس إلى منى، فإذا بلغ وادي محسرٍ أسرع


(١) ينظر: العدة ص ٢٢٧، والشرح الكبير ٣/ ٤٤١، والمبدع ٣/ ٢١٥، والإقناع ١/ ٣٨٨، ومنتهى الإرادات ١/ ٢٠٤، وكشاف القناع ٢/ ٤٩٧.
(٢) ينظر: المغني ٣/ ٤٣٦، والفروع ٦/ ٥٠، والإقناع ١/ ٣٨٨، وكشاف القناع ٢/ ٤٩٧.
(٣) وادي محسر: «بضم الميم، وفتح الحاء، بعدها سين مهملة مشددة مكسورة، وبعدها راء» وهو واد بين مزدلفة ومنى، قيل سمي بذلك؛ لأن فيل أصحاب الفيل، حسر فيه. ينظر: رحلة ابن بطوطة ١/ ١٢٨، والمطلع ص ٢٣٤.
(٤) الغلس: ظلام آخر الليل. ينظر: العين ٤/ ٣٧٨، وتهذيب اللغة ٨/ ٦٩، ومقاييس اللغة ٤/ ٣٩٠، ومختار الصحاح ص ٢٢٨.
(٥) المشعر الحرام: هو موضع مرتفع، عن يمين الطريق إذا مضيت إلى عرفات، من أصل جبل بني قزح، وقيل: مزدلفة جميعها. ينظر: الاستبصار في عجائب الامصار ١/ ٣٤، ومعجم البلدان ٥/ ١٣٣.
(٦) لم أجد هذا الدُّعاء ثابتا في كتب السنة، وإنما تناقلته كتب الفقه كما في الكافي ١/ ٥٢١، والمغني ٣/ ٣٧٦، والعدة ص ٢١٢، والمحرر ١/ ٢٤٧، والشرح الكبير ٣/ ٤٤٣، والمبدع ٣/ ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>