للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راكبًا، أو ماشيًا قدر رمية حجر (١).

ويأخذ حصى الجمار (٢) من طريقه، أو من مزدلفة، ومن حيث أخذه جاز نصًّا (٣)، ويكره من منى، وتكسيره، ويكون أكبر من الحمص ودون البندق كحصى الخذف (٤) فلا يجزئ

صغير جدًا، ولا كبير، ويجزئ نجس، وحصاة في خاتمٍ إن قصدها، ولا فرق بين أن يكون الحصى أبيض، أو أسود، أو كَدَانًا (٥)، أو أحمر، من مرمر، وبرم، ومرو وهو حجر الصوان (٦)، ورخام وغيرها.

وعدد الحصى سبعون حصاةً، ولا يستحب غسله، فإذا وصل منى وحدُّها من وادي محسر إلى العقبة بدأ بجمرتها راكبًا إن كان، والأكثر ماشيًا نصًّا (٧)؛ لأنها تحية منى، فرماها بسبعٍ بعد طلوع الشمس ندبًا، فإن رمى


(١) قال في أخبار مكة للأزرقي ٢/ ١٨٩: (وبين جدار حائط محسر ووادي محسر خمسمئة ذراع، وخمسة وأربعون ذراعا). وهو كذلك في أخبار مكة للفاكهي ٢/ ٢٤. وقد اختلف في العلة التي من أجلها أسرع النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الوادي فقيل: لأن النصارى كانوا يقفون فيه، وقيل: لأن الله أهلك فيه أصحاب الفيل، وقيل: لأنه مكان يقف فيه أهل الجاهلية يذكرون مفاخر آبائهم، فأمر المسلم بمخالفتهم، وقيل: لأن الوادي يكون لينا يحتاج أن يحرك الإنسان بعيره ليتساوى سيره فيه مع سيره في الأرض الصلبة، والراجح والله أعلم القول الأول. ينظر: شرح عمدة الفقه لابن جبرين ٢/ ٧١٠.
(٢) في حاشية المخطوط (سبعين حصاة).
(٣) ينظر: الكافي ١/ ٥٢١، والمحرر ١/ ٢٤٧، والمبدع ٣/ ٢١٧، ومنتهى الإرادات ١/ ٢٠٤.
(٤) حصى الخذف: معناه حصى الرمي، والمراد الحصى الصغار، وتوضع عند الرمي بطرفي الإبهام والسبابة. ينظر: المصباح المنير ١/ ١٦٥.
(٥) الكدان: ما يبقى في أسفل الماء من الطين المتلجن. ينظر: مقاييس اللغة ٥/ ١٦٦.
(٦) الصوان: هي الحجارة الصلبة. ينظر: معجم ديوان الأدب ٣/ ٣٧٥، وتهذيب اللغة ١٢/ ١٧٠، ومختار الصحاح ص ١٨١.
(٧) ينظر: الفروع ٦/ ٥٣، والمبدع ٣/ ٢١٨، والإنصاف ٤/ ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>