وقد حاول السيد رشيد رضا أن يعله: بأنه من رواية هشام بن عروة! وهو مع كونه ثقة حجة -؛ فلم يتفرد به، بل تابعه جماعة من آل عروة، كما في "صحيح البخاري". ثم إن للحديث شواهد؛ من رواية زيد بن أرقم، وابن عباس، وغيرهما، فراجع "فتح الباري" (١٠/ ١٩٢ - ١٩٣). فلا تغتر بكلام من ينكره ممن يدعي الانتصار للسنة من المعاصرين؛ الذين هم أبعد ما يكونون عن العلم الصحيح بها. وتخيله صلى الله عليه وسلم المذكور فيه - لا يطعن في عصمته المقطوع بثبوتها؛ لأنه ليس في أمور الدين والتبليغ. وليت شعري: ما الفرق بين نسي أنه صلى الله عليه وسلم الثابت بالكتاب: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} وبالسنة في أحاديث كثيرة - وبين التخيل المذكور؟! فكما أننا قد أمنا وقوع النسيان فيما أمر بتبليغه بالعصمة، فكذلك قد أمنا وقوع التخيل في التبليغ بالعصمة، ولا فرق؛ فتنبه. (٢) أي: يخرجون. (٣) الرصاف: عصب يلوى فوق مدخل النصل. (٤) جمع قذة: ريش السهم. (٥) المعنى: كما نفذ السهم في الرمية، بحيث لم يتعلق به شيء من الفرث والدم؛ كذلك دخول هؤلاء في الإِسلام وخروجهم منه.