للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• مُتفَق عَلَيْهِ (١)(٣٢٦٨) (٥٧٦٣) (٥٧٦٥) (٥٧٦٦) (٦٣٩١) م (٤٣/ ٢١٨٩)] عَنْ عَائِشَةَ - رضِيَ الله عَنْها -.

٥٨٣٦ - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر: ائذن لي أضرب عنقه فقال دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون (٢) من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله إلى رصافه (٣) إلى نضيه وهو قدحه إلى قذذه (٤) فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث (٥)


(١) ومع اتفاق الشيخين على تصحيح الحديث، وتلقي العلماء المحققين له بالقبول؛ فقد طعن فيه بعض المبتدعة قديمًا، وتبعهم على ذلك بعض المتأخرين، والحديث صحيح لا شك فيه.
وقد حاول السيد رشيد رضا أن يعله: بأنه من رواية هشام بن عروة!
وهو مع كونه ثقة حجة -؛ فلم يتفرد به، بل تابعه جماعة من آل عروة، كما في "صحيح البخاري".
ثم إن للحديث شواهد؛ من رواية زيد بن أرقم، وابن عباس، وغيرهما، فراجع "فتح الباري" (١٠/ ١٩٢ - ١٩٣).
فلا تغتر بكلام من ينكره ممن يدعي الانتصار للسنة من المعاصرين؛ الذين هم أبعد ما يكونون عن العلم الصحيح بها.
وتخيله صلى الله عليه وسلم المذكور فيه - لا يطعن في عصمته المقطوع بثبوتها؛ لأنه ليس في أمور الدين والتبليغ.
وليت شعري: ما الفرق بين نسي أنه صلى الله عليه وسلم الثابت بالكتاب: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} وبالسنة في أحاديث كثيرة - وبين التخيل المذكور؟! فكما أننا قد أمنا وقوع النسيان فيما أمر بتبليغه بالعصمة، فكذلك قد أمنا وقوع التخيل في التبليغ بالعصمة، ولا فرق؛ فتنبه.
(٢) أي: يخرجون.
(٣) الرصاف: عصب يلوى فوق مدخل النصل.
(٤) جمع قذة: ريش السهم.
(٥) المعنى: كما نفذ السهم في الرمية، بحيث لم يتعلق به شيء من الفرث والدم؛ كذلك دخول هؤلاء في الإِسلام وخروجهم منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>