للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يوم عندي دعا الله ودعاه ثم قال أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني (١) فيما استفتيته جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ثم قال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال مطبوب (٢) قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم اليهودي قال في ماذا؟ قال في مشط ومشاطة وجف (٣) طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذروان (٤) فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر فقال هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة (٥) الحناء وكأن نخلها رءوس الشياطين فاستخرجه [٤٦٠٨]


هذا كل ما في الحديث؟ ليس إِلا، وتوسيع الأمر بطريق القياس والإلحاق - كما يفعل بعض الطاعنين في الحديث - بقولهم: إذا ظن ذلك الأمر؛ فيمكن أن يظن مثله في الشرع، كأن يظن أن آية نزلت عليه، ولَمْ تنزل! {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ}!
فالجواب: أن الذي عصمه من نسيان الآيات التي نزلت عليه أن يبلغها إلى الناس - مع العلم أن النسيان من طبيعة البشر -؛ فهو الذي يعصمه من أن يتلو عليهم ما ليس قرآنًا؛ متوهمًا أنه من القرآن! فهذا مثل هذا ولا فرق، نسأل الله السلامة في ديننا وعقولنا.
وهذه كلمة وجيزة، أردت بها التذكير؛ وإِلا فالموضوع طويل الذيل.
(١) أي: بين لي.
(٢) أي: مسحور.
(٣) وعاء طلع النخل.
(٤) بئر في بني زريق.
وفي رواية: "بئر ذي أروان"؛ ويرجحها النووي.
والروايتان في "البخاري". (٧/ ١١٨).
أما مسلم (١٤/ ١٧)؛ فاقتصر على: "ذي أروان"؛ ونقل النووي أن ابن قتيبة ادعى أنه الصواب، وهو قود الأصمعي.
(٥) أي: ماؤها متغير اللون.

<<  <  ج: ص:  >  >>