للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولَّى قال: "إنَّ مِنْ ضِئْضِئِ (١) هذا قومًا يَقرأُونَ القُرآنَ، لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقونَ مِنَ الإِسلامِ مُروقَ السُّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فيَقتلونَ أهلَ الإِسلامِ، وَيدَعونَ أهلَ الأوْثَانِ، لَئِنْ أدْرَكْتهُمْ؛ لأقْتُلَنهُمْ قَتْلَ عادٍ".

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (٣٣٤٤) م (١٤٣/ ١٠٦٤)] أَيْضًا عَنْهُ.

٥٨٣٧ - و قال أبي هريرة - رضي الله عنه - كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي قلت يا رسول الله: ادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال: " اللهم اهد أم أبي هريرة ". فخرجت مستبشرا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم فلما صرت إلى الباب فإذا هو مجاف (٢) فسمعت أمي خشف (٣) قدمي فقالت مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة (٤) الماء فاغتسلت ولبست درعها وعجلت (٥) عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت يا أبا


(١) أي: من أصله ونسبه وعقبه.
(٢) أي: مغلق.
(٣) أي: صوتهما، وقيل حركتهما.
(٤) أي: تحريكه.
(٥) أي: تركت خمارها من العجلة.
قلت: وفيه دليل واضح على جواز ظهور الأم أمام ابنها دون خمار، وأن رأسها ليس عورة بالنسبة إليه، خلافًا لما كان ذهب إليه الأستاذ العلامة المودودي في كتابه القيم "الحجاب"، وهو دليل من أدلة كثيرة كنت أوردتها في تعقيبي عليه، الذي كان نشر في آخر كتابه؛ ثم نشر الأستاذ ردًّا في كراس على التعقيب، تراجع فيه عما كان ذهب إِليه؛ إلى ما دل عليه الحديث من الجواز، وهذا من إِنصافه وفضله، ولكنه ظل متمسكًا برأيه الآخر، وهو أن المرأة عورة على المحارم كلهم، لا يجوز لها أن تظهر أمامهم إلا كما تظهر أمام الأجانب! نسأل الله - تعالى - أن يسدد خطانا، ويجنبنا الزلل، ويزيدنا وإياه من الفضل. ==

<<  <  ج: ص:  >  >>