للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مضطرب. [٤٧٧٢]

• التّرْمِذِيُّ [٣٧٢٣] وَقَالَ: مُنْكَرٌ (١)


(١) قلت: فيه شريك، وهو سيء الحفظ.
ومن طريقه: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٦٤).
• قال العلائي في "النقد الصريح":
وهذا الحديث ذكره أبو الفرج في "الموضوعات" من عدة طرق، وجزم ببطلان الكل، وقال مثل ذلك أيضًا جماعة، وعندي في ذلك نظر كما سأبينه.
والمشهور بروايتة: أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، عن أبي معاوية محمَّد بن حازم الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.
وعبد السلام هذا ضعفوه جدًّا، واتّهم بالرفض، ومع ذلك فقد روى عباس بن محمَّد الدوري في سؤالاته يحيى بن معين، أنه سأله عن أبي الصلت هذا فوثقه، فقال: أليس قد حدث عن أبي معاوية حديث "أنا مدينة العلم"؟ فقال: قد حدث به محمَّد بن جعفر الفيدي، وهو ثقة عن أبي معاوية.
وكذلك روى صالح، بن محمَّد الحافظ - الملقب جزرة -، وأبو الصلت أحمد بن محمَّد بن محرز، عن يحيى بن معين أيضًا.
وفي رواية أبي الصلت بن محرز، قال يحيى في هذا الحديث: وهو من حديث أبي معاوية: أخبرني ابن نمير، قال: حدث به أبو معاوية قديما، ثم كف عنه، وكان أبو الصلت الهروي رجلًا موسرا؛ يطلب هذه الأحاديث ويكرم المشايخ - يعني: فخصه أبو معاوية بهذا الحديث -، فقد برئ عبد السلام الهروي من عهدة هذا الحديث، وأبو معاية الضرير ثقة، حافظ، يحتج بأفراده كابن عيينة وغيره.
وليس هذا الحديث من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو مثال قوله صلى الله عليه وسلم في حديث: "أرأف أمتي أبو بكر وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل"، وقد حسنه الترمذي، وصححه غيره.
ولم يأت من تكلم على حديث "أنا مدينة العلم" بجواب عن هذه الروايات الثابتة عن يحيى بن معين، فالحكم عليه بالوضع باطل قطعا، إنما سكت أبو معاوية عن روايته شائعا لغرابته لا لبطلانه، إذ لو كان كذلك لم يحدث به أصلًا مع حفظه وإتقانه. ==

<<  <  ج: ص:  >  >>