وقد روي من غيره عن أنس، قال: والسُّدِّي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن سمع من أنس. قلت: أخرج له مسلم، ووثقه جماعة، منهم شُعبة وسفيان ويحيى القطّان. وأخرجه الحاكم من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد عن أنس: كنتُ أخدم رسوله الله - صلى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ -، فقُدم له فرْخٌ مشويٌّ فقال: "اللّهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير" فقلت: اجعله لرجلٍ من أهلي من الأنصار، فجاء علي فقلت: إن رسول الله - صلى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ - على حاجة، ثم جاء فقلت ذلك، فقال: "اللهم ائتني كذلك" فقلت ذلك، فقال لي رسول الله - صلى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ -: "فتح" فدخل، فقال: "ما حَبَسَك يا عليُّ؟ " فقال: "إن هذه آخر ثلاث كرَّات يُرُدُّني أنس: فقال: "ما حملك على ما صنعت؟ " قلت: أحببتُ أن يكون رجلًا من قومي، فقال: "إن الرجل مُحب قومَه". (١) قلت: وسنده ضعيف لانقطاعه؛ لأنه من رواية عبد الله بن عمرو بن هند الجملي، ولم يسمع من علي، كما قال أحمد، وابن عبد البر. وما في "المستدرك" (٣/ ١٢٥) قال: سمعت عليًّا … فذكره، وقد صرح بالسماع من علي، وبناءً عليه؛ قال الحاكم "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي! قلت: فلعل هذا التصريح خطأ من بعض الرواة والله أعلم.