ولذلك أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من رواية الحاكم - وعنه رواه البيهقي -، ثم قال ابن الجوزي "لا يصح: حبَّة ضعيف؛ ونهشل كذاب"، ولم يتعقبه السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (١/ ٢٣٠)؛ إلّا بقول البيهقي: "إسناده ضعيف"! وليس هذا التعقب بشيء؛ لا سيما إذا لاحظنا أن الضعيف له أقسام كثيرة؛ منها الموضوع، كما هو مقرر في المصطلح. نعم؛ للنصف الأول من الحديث شاهد قوي من حديث أبي أمامة: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"، وابن حبان في "صحيحه"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم: ١٢١) وقد خرجته، وتكلمت على إسناده وشواهده في "التعليقات الجياد"، وانظر - إن شئت - "اللآلئ المصنوعة". قال المناوي في "الفيض" "قال ابن القيم: وروى من عدة طرق، كلها ضعيفة، لكنها إذا انضم بعضها لبعض - مع تباين طرقها، واختلاف مخرجيها - دلّ أنّ له أصلًا … وقال الدمياطي: له طرق كثيرة، إذا انضم بعضها لبعض أحدثت قوة .. ". قلت: وقد خرجت، الحديث بشطره الأول مفصلًا في "الصحيحة" (٩٧٢)؛ فراجعه! وله شاهد آخر من حديث ابن مسعود مرفوعًا: أخرجه ابن عدي (٦٠/ ١) بسند ضعيف.