للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فهذا تقوية منه للحديث بسند آخر غير ما تقدم.
وقد حكى الترمذي عن الإِمام عبد الله بن المبارك ما يقتضي تقوية هذا الحديث، وذكر استحباب فعلها من أصحابنا الروياني في "البحر"، والبغوي في "شرح السنة"، وذكرها من أئمة الحنابلة جماعة؛ منهم: أبو الوفاء بن عقيل، والشيخ موفق الدين المقدسي، وغيرهما - والله أعلم - ".
قال الحافظ ابن حجر في "أجوبته":
أما نقله عن الإِمام أحمد، ففيه نظر، لأن النقل عنه اختلف. ولم يصرح أحدٌ عنه بإطلاق الوضع على هذا الحديث وقد نقل الشيخ الموفق بن قُدامة عن أبي بكر الأثرَم قال: سألت أحمد عن صلاة التسبيح؟ فقال: لا يُعجبني، ليس فيها شيء صحيح، ونفض يده كالمُنْكِر.
قال الموَفق: لم يُثْبِتْ أحمدُ الحديث فيها، ولم يرها مستحبة، فإِنَّ فعلها إنسان فلا بأس.
قلت: وقد جاء عن أحمد أنه رجع عن ذلك، فقال علي بن سعيد النَّسائي: سألت أحمد عن صلاة التسبيح؛ فقال: لا يصح فيها عندي شيء.
قال: المُستمِر بن الريان، عن أبي الحريراء، عن عبد الله بن عمرو! فقال: مَن حَدثك؟ قلت: مسلم بن إبراهيم، قال: المستمِر ثقة، وكأنه أعجبه انتهى.
فهذا النقل عن أحمد يقتضي أنه رجع إلى استحبابها.
وأمّا ما نقله عنه غيره، فهو معارض بمن قوى الخبر فيها، وعمل بها.
وقد اتفقوا على أنه لا يُعْمَل بالموضوع وإنما يُعمل بالضعيف في الفضائل، وفي الترغيب والترهيب وقد أخرج حديثها أئمة الإِسلام وحفَّاظه: أبو داود في "السنن" والترمذي في "الجامع" وابن خُزَيمة في "صحيحه" لكن قال: إن ثبت الخبر، والحاكم في "المستدرك" وقال: "صحيح الإسناد" والدّارقطني أفردها بجميع طرقها في جزء، ثم فعل ذلك الخطيب، ثم جمع طرقها الحافظ أبو موسى المَدني في جزء سمّاه "تصحيح صلاة التسابيح".
وقد تحصل عندي من مجموع طُرُقها عن عشرة من الصحابة من طرُق موصولة، وعن عدة من التابعين من طُرُقِ مرسلة، قال الترمذي في "الجامع": "باب ما جاء في صلاة التسابيح" فأخرج حديثًا لأنس في مطلق التسبيح في الصلاة، زائدًا على أحاديث الذكر في الركوع والسجود، ثم قال: "وفي الباب عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو، والفضل بن عبّاس، وأبي رافع". =

<<  <  ج: ص:  >  >>