- قال العلائي في "النقد الصريح": "وهو حديث، حسن، صحيح، رواه أبو داود، وابن ماجة بسند جيد إلى ابن عباس - رضي الله عنهما -، وعنه عكرمة، وقد احتج به البخاري، وعنه الحكم بن أبان، وقد وثقه يحيى بن معين، وأحمد العجليّ، وغيرهما، وعنه موسى بن عبد العزيز، وقد قال فيه يحيى بن معين والنسائي: لا بأس به، رواته متفق عليهم، وقد أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه". وقال أبو حامد بن الشرقي: سمعت مسلم بن الحجاج - وكتب معي هذا الحديث - عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، عن موسى بن عبد العزيز يقول: لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا. وقال الإِمام أبو بكر بن أبي داود السجستاني: سمعت أبي يقول: ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا - يعني: حديث عكرمة عن ابن عباس -. وأخرجه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" مصححا له، ثم رواه - أيضًا - من طريق حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، أن النبي صلى الله عليه وسلم علم هذه الصلاة جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -، فذكرها، ثم قال الحاكم: هذا إسناد صحيح لا غبار عليه. فهذه التصحيحات؛ كلها تعارض ذكر ابن الجوزي له في كتابه "الموضوعات"، وتبين أنه أخطأ في ذلك - ولا بد -، وهو ساقه من ثلاث طرق؛ منها: اثنان؛ في إسناد كل منهما رجل ضعيف، وليس هو كذلك، فقد روى عنه جماعة من الثقات، وتقدم أن ابن معين والنسائي قالا فيه: لا بأس به، فليس بمجهول - قطعًا -. ثم لا يلزم من كونه مجهولًا والآخرين ضعيفين أن يكون الحديث موضوعًا، لا سيما مع تصحيح من تقدم. وللحديث طرق أخرى كثيرة غير ما ذكرنا. فأما ما ذكره؛ السائل من أن الإِمام أحمد بن حنبل طعن فيه! فقد ذكر الخلال في كتاب "العلل" أن علي بن سعيد النسائي قال: سألت أحمد بن حنبل طعن صلاة التسبيح! فقال: لم يصح - عندي - منها شيء، فقلت له: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص! فقال: كل يرويه عن عمرو بن مالك النكري، فقلت: قد رواه - أيضًا - مستمر بن الريان، فقال: من حدثك! قلت: مسلم بن إبراهيم، فقال: مستمر شيخ ثقة، فكأنه أعجبه. ==