للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة " قال: " فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره " قال: " ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ". [١٦٣٠]

قال: "وإنَّ العَبدَ الكافرَ إذا كانَ في انقَطاعِ منَ الدنيا، وإقبالٍ منَ الآخرةِ؛ نزلَ إليهِ منَ السماءِ ملائكةٌ سُودُ الوُجوهِ، معَهم المُسوحُ (١)، فَيَجْلِسُونَ منه مدَّ البَصرَ، ثمَّ لمجيءُ ملكُ الموتِ، حتى يجلسَ عندَ رأسِه، فيقولُ:؛ أيَّتُها النَّفسُ الخَبيثة! اخرُجي إلى سُخطٍ منَ اللهِ قال: "فتَفرَّقُ (٢) في جسدِه، فينتزِعُها كما يُنزَعُ السَّفُّودُ (٣) منَ الصُّوف المبلولِ، فيأخذُها، فإذا أخذَها لمْ يدَعُوها في يده طرفةَ عينٍ، حتى يجعَلوها في تلكَ المُسُوحِ، وتخرُجُ منها كأنْتن ريح جيفَةٍ وُجدتْ على وجهِ الأرضِ، فيصعدُون بها، فلا يمرّونَ بها على ملإ منَ الملائكةِ؛ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الخَبيثُ؟! فيقولونَ: فُلانُ بنُ فلانٍ - بأقبحِ أسمائِه التي كانَ يسمَّى بها في الدنيا -، حتى ينُتهى به إلى السماء الدنيا، فيستفتحُ له، فلا يُفتحُ له - ثمَّ قرأ رسول اللهِ - صلى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ -: {لا تُفتَّحُ لهُمْ أبوابُ السَّماءِ ولا يَدْخُلونَ الجنَّةَ حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاطٍ} -، فيقولُ الله - عَزَّ وَجَلَّ؛: اكتُبوا كتابَه في سِجِّينٍ،


(١) المسوح: جمع مسح - بالكسر -؛ وهو اللباس الخشن.
(٢) تفرق - بحذف إحدى التاءين -؛ قال الطيبي: "أي: كراهية الخروج إلى ما يستحق من العذاب الأليم". اهـ "مرقاة".
(٣) الحديدة التي يشوى بها اللحم.

<<  <  ج: ص:  >  >>