وهو - عنده - من طريقين ضعيفين: عن عكرمة، عن ابن عباس. وقد رويت له شواهد، ولكنها واهية كلها، حتى عده بعضهم من الموضوعات. قال العلائي: "والحق: أنه ضعيف، لا موضوع". • قال العلائي في "النقد الصريح": "وهذا الحديث ذكره أبو الفرج في "الموضوعات" بسند فيه مأمون؛ أحد الكذابين، وذكره في كتابه الذي سماه: "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية"، من طريق سلام بن أبي عمرة، عن عكرمة، عن ابن عباس، ومن طريق عليّ بن نزار بن حيان، عن أبيه، عن عكرمة. وضعف الأول بأن سلام بن أبي عمرة؟ قال فيه يحيى بن معين: ليس بشيء، وبأن علي بن نزار راوي الثاني واه. ثم قال: ورواه النضر بن سلمة - وهو متروك - عن محمَّد بن بكر، وذكر سندا إلى سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضِيَ الله عنهما -، وحديث علي بن نزار رواه الترمذي في "جامعه"، ولم ينفرد به علي بن نزار، بل تابعه فيه القاسم بن حبيب التمار، وعبد الله بن محمَّد الليثي؛ كلاهما عن نزار بن حيان، رواه ابن ماجة من طريقهما .. والقاسم بن - حبيب - هذا - وثّقه أبو حاتم بن حبان، وغيره تكلم فيه. وعبد الله الليثي لم أر أحدًا تكلم فيه. والترمذي قال في هذا الحديث - بعد سياقه -: هذا حديث حسن، غريب، وفي الباب عن عمر، وابن عمر، ورافع بن خديج - رضِيَ اللهُ عنهم -. فهذه المتابعات وتحسين الترمذي يخرج الحديث عن أن يكون موضوعا، أو واهيا - والله أعلم - ". قال الحافظ ابن حجر في "أجوبته": قلت: أخرجه الترمذي وابن ماجه، ومداره على نِزار بن حيَّان، عن عِكْرِمة عن ابن عباس، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". ونزار هذا، بكسر النون وتخفيف الزّاي، وآخره راء، ضعيف عندهم، ورواه عنه ابنه علي بن نزار وهو ضعيف، لكن تابعه القاسم بن حبيب.=